هناك جملة من المواقف والتصريحات خلال الفترة الماضية تشير وبوضوح لكل قارئ سياسي إلى أن «حدس» تتمنى أن يُحل المجلس أو الحكومة قبل مناقشة استجوابها، أو يتم تأجيله أو تحويله إلى المحكمة الدستورية، أو أن يتم تحويل جلسة الاستجواب إلى سرية، كي ينسحب أعضاؤها، ويخرجون من القاعة كالأبطال.

Ad

المنطق يقول إن أي كتلة قدمت، أو تستعد لتقديم استجواب، فإن عليها أن تسعى إلى حشد الدعم النيابي لإنجاح هذا الاستجواب، من خلال فتح قنوات التواصل مع الكتل الأخرى، وكسب صداقات النواب لا استعدائهم واستفزازهم، لكن «حدس» منذ أن أعلنت استجوابها «المنتظر» لرئيس الحكومة، وهي تحاول أن تستغل ذلك التلويح لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية «الانتخابية» في الشارع، وتركت الاستجواب من جانبه الفني البرلماني، لأنه ليس مهماً لدى الحركة نجاح الاستجواب من عدمه، كأداة للإصلاح وعلاج مكامن الخلل في الأداء الحكومي بوجه عام، وأداء الشيخ ناصر المحمد بوجه خاص.

جملة من المواقف والتصريحات خلال الفترة الماضية تشير وبوضوح لكل قارئ سياسي، إلى أن «حدس» تتمنى أن يُحل المجلس أو الحكومة قبل مناقشة استجوابها، أو يتم تأجيله أو تحويله إلى المحكمة الدستورية، أو أن يتم تحويل جلسة الاستجواب إلى سرية، كي ينسحب أعضاؤها، ويخرجون من القاعة كالأبطال.

إذا كانت الحركة لا تبحث عن هذه السيناريوهات، فما تفسير هجومها على النائب أحمد المليفي، وعلى كتلة العمل الشعبي، وهما المصنفان كخصمين سياسيين للشيخ ناصر؟ فالعقل يقول إن المفترض على «حدس»، وبعد إعلان استجوابها، أن تتقرب من كل طرف يساند موقفها، ويدفع باتجاه تأييد وإنجاح الاستجواب، لكن ذلك لم يحدث.

تدرك «حدس» قبل غيرها أن ذهابها إلى «حافة الهاوية» في استجواب رئيس الحكومة، ستكون نتيجته، خسارة بيت الزكاة، وحجم الوجود في إدارة بيت التمويل، ومناصب قيادية في القطاع النفطي، وكذلك تزعزع وضع كوادرها في عدد من وزارات ومؤسسات الدولة، بالتالي فإنها تعيش حاليا وضعية سياسية أشبه بالمثل العامي «يا ويلي منه ويا ويلي عليه».

لن أتحدث هنا عن محاور استجواب «حدس» التي عقدت ندواتها الجماهيرية، لتغني به، دون أن تحدد محاوره أو تسلمه رسمياً إلى الأمانة العامة لمجلس الأمة، فمازالت رحلة البحث عن المحاور جارية، لأن أغلب تلك البنود هو في واقع الأمر صفعة للحركة قبل غيرها، لأنها الوحيدة التي رضعت من ثدي الحكومة حتى ارتوت، وشاركتها عبر ممثليها في الحكومات السابقة مسيرة التخبط الإداري والمالي والسياسي، واليوم وبعد أن تآكلت شعبيتها، صحت من سُباتها، وانتقدت ذلك الأداء الحكومي.

عموماً، وحسب توقعي الشخصي، فإن ثمة تطورات سياسية ستحملها الأيام القليلة المقبلة، سترسم مشهداً تذكّروه معي، وهو لأحد مرشحي «حدس» في الانتخابات القادمة، وهو يقول: «الحركة كانت على وشك تقديم الاستجواب، ولم نتراجع عنه لكن هناك من سعى إلى تحقيق مكاسب انتخابية ضيقة وقدم استجوابه قبلنا كي يحل المجلس».