«ست» متميزة؟

نشر في 11-05-2009 | 00:00
آخر تحديث 11-05-2009 | 00:00
 أ.د. غانم النجار هي الانتخابات رقم 13 إذاً. سبقتها ستة انتخابات من 1963 حتى 1985، استحقت بدون منازع لقب «الست الخسرانة»، فقد جرى فيها تزوير عام 1967، نحمد الله أنه لم يتكرر، وتم خلالها حل المجلس مرتين 1976 و1986. أي انه خلال فترة 29 عاماً ما بين 1963 حتى عودة المجلس مرة أخرى، فإن مجلس الامة قد غاب عن الوجود عن طريق التزوير أو الحل قرابة الـ 14 عاما، أي نصف المدة. بل انه يلاحظ أن تلك الفترة شهدت إصدار حزمة من القوانين غير الدستورية التي كانت تصب في إعاقة المسيرة الديمقراطية.

أما الانتخابات الست التي تلت ذلك وهي في الفترة الواقعة ما بين 1992 حتى 2008، وقد دامت مدتها 18 عاماً، فهي «ست كسبانة» بامتياز. وعلى الرغم من أنها تقل من حيث المدة الزمنية عن سابقتها الخسرانة بأحد عشر عاما، فإن التحولات الديمقراطية التي جرت فيها وخلالها كانت ملحوظة وهامة. فخلالها تم إلغاء قانون أمن الدولة، وإلغاء قانون التجمعات، وتفعيل قانون توارث الامارة من خلال مجلس الامة، وتقليص عدد الدوئر الانتخابية، وإقرار الحقوق السياسية للمرأة، ولم يتم أي حل للمجلس خارج إطار الدستور، وغيرها من التحولات وبالذات على مستوى الانفتاح الاعلامي، فلم يعد في استطاعتنا متابعة اعداد الصحف اليومية أو القنوات الفضائية أو الجرائد الالكترونية وما شابهها من وسائل الاتصال المتعددة.

إلا أنه في المقابل فإن تلك التحولات، التي كان يفترض أن تجعل مستوى العملية السياسية أكثر رشداً، ربما أسهمت على أرض الواقع بمستويات مختلفة في خلق حالة احتقان، وارتباك، وأزمات بعضها حقيقي وبعضها مفتعل، كما أسهمت في إبراز الوهن والتردي والتشظي في النظام السياسي برمته. وتحول العمل السياسي الى شأن فردي، وضعفت الادارة، وتاهت التنظيمات السياسية، وأصبح القرار أي قرار، وعلى أي مستوى غير قادر على الصمود أمام حتى الرياح الخفيفة.

من الممكن أن تكون الحالة السياسية المرتبكة وغير المستقرة نتاجاً لتلك التحولات الكبيرة، وعلى هذا الاساس، فإنّ حالة الارتباك وعدم الاستقرار ليست إلا حالة طبيعية، على الرغم من قسوتها، فهي تعبير عن المخاض الذي قد ينتج استقراراً في وقت لاحق. وبالمقابل فإنها قد تكون مؤشراً إلى أن التدهور سيستمر وأننا لم نصل الى القاع بعد.

يقال إن رقم 13 هو رقم مشؤوم. وبما انه يأتي في بداية «الست الثالثة» بعد الست الخسرانة والست الكسبانة، فهل نحن على موعد مع ست متميزة مستقرة أم مع ست منحوسة مشؤومة، تقودنا الى الهاوية؟ 

back to top