هناك تقديرات، يجري تداولها على أنها معلومات مؤكدة، تتحدث عن ان ايران تعدّ لضربة استباقية ضد اسرائيل والهدف هو النظام الراداري الذي اقامه الاميركيون اخيراً في النقب، هذا اذا لم يكن المفاعل النووي الاسرائيلي ذاته الذي كان استهدفه القائد الفلسطيني خليل الوزير «ابو جهاد» بعملية غير ناجحة في عام 1988، ودفع حياته ثمنا لها في هجوم على منزله في احدى ضواحي تونس العاصمة، قاده وزير الدفاع الحالي في حكومة إيهود اولمرت المغادِرة إيهود باراك.

Ad

ويقول الذين يتداولون هذه التقديرات، ان ايران غدت على قناعة تامة بان اسرائيل استكملت كل تحضيراتها لتوجيه ضربة تدميرية للمنشآت النووية الايرانية في الفترة التي تعتبر فترة اميركية «ميتة»، وهي الفترة الواقعة بين موعد اجراء الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر المقبل، وموعد انتقال الحكم من الرئيس الحالي جورج بوش الى الرئيس المُنتخب في يناير المقبل.

وإزاء هذا، فان هناك سؤالين تختلف الآراء في الاجابة عنهما هما: هل ان الضربة الاستباقية التي يُقال ان ايران ستوجهها الى اسرائيل ستأتي مباشرة وبالصواريخ الايرانية ارض-ارض التي حسب ما كان قاله الرئيس محمود احمدي نجاد يصل مداها الى اكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر؟ ام انها ستكون عبر وسيط ثالث هو اما حزب الله (اللبناني) واما حركة «حماس» الفلسطينية او تنظيم جديد يعتقد انه يعمل كخلايا نائمة في سيناء عند نقاط اقتراب الحدود المصرية - الاسرائيلية؟

المعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام في الايام الاخيرة والتي تحدثت عن ان الجيش الاسرائيلي وضع في الخدمة ثلاثة الاف كلب حراسة لضبط الحدود مع مصر، تشير الى ان الاسرائيليين يأخذون بعين الاعتبار احتمال تحريك ايران خلايا التنظيم التابع لها في منطقة سيناء، لتستهدف النظام الراداري المتطور الذي اقامه الاميركيون في صحراء النقب الاسرائيلية لحماية مفاعل اسرائيل النووي في ديمونا من الصواريخ الايرانية، وهذا ان حصل بالفعل، فانه لن يكون الا مجرد تظاهرة سياسية تستقبل فيها طهران الادارة الاميركية الجديدة لاثبات انها اللاعب الاقليمي الفاعل الوحيد في هذه المنطقة.

لذلك وباستبعاد «حماس»، التي قد تكون لديها رغبة جامحة في تقديم مثل هذه الخدمة لإيران لكن تنقصها القدرة لتنفيذ هذه الرغبة، فان حزب الله يبقى هو حصان الرهان الفعلي والحقيقي، وهذا معناه ان لبنان -اذا اقدم هذا الحزب على مثل هذه المغامرة- يجب ان يستعد منذ الآن لانتصار إلهي جديد سيكون ما جرى في الانتصار الالهي السابق في عام 2006 مجرد فرحة صغيرة امامه، فردُّ اسرائيل سيكون هذه المرة مختلفا والاسباب هنا متعددة وكثيرة.

* كاتب وسياسي أردني