Ad

ساهم العم «بو عبدالعزيز» في خلق جبهة رصينة ووضع خط أحمر لم ولن ولا يمكن تجاوزه في المستقبل، خصوصا في ما يتعلق بالالتفاف على الدستور أو محاولة إجهاضه، وهو في ذلك مدرسة قائمة بذاتها، وإن كنا نتمنى أن يسخر هذا التاريخ العريق من العطاء الفردي لخلق حالة مؤسساتية ذات امتداد شعبي واسع.

شخصية النائب الكبير العم أحمد السعدون تكاد تكون فريدة على مدى التاريخ السياسي الكويتي المعاصر، لما يتمتع به الرجل من كاريزما مبهرة مدعومة بخبرة سياسية عميقة، وفهم لدقائق الأمور في مختلف الموضوعات، وهو ماكينة تشريعية بمعنى الكلمة، لها القدرة الفائقة على صياغة أي قانون بشكل متكامل وذي أبعاد فلسفية واضحة، ويملك الرجل حجة دافعة في الإقناع ناهيك عن كونه كنزا من المعلومات والأسرار.

وقد يؤخذ على أبي عبدالعزيز حزمه وجديته في التعامل على حساب الكثير من المجاملات والبروتوكولات، رغم نشاطه الاجتماعي وتواصله الميداني في جميع المناسبات والمنتديات التي لا يضاهيه فيها أي كويتي على الإطلاق، ولكنه يعوض ذلك بالعمل الدائب والجهد المتواصل على مدار الساعة.

أما دفاعه المستميت الذي يصل إلى حد القدسية عن الدستور والثوابت الديمقراطية ومواجهة أشكاله المختلفة، فقد ساهم في خلق جبهة رصينة ووضع خط أحمر لم ولن ولا يمكن تجاوزه في المستقبل، خصوصا في ما يتعلق بالالتفاف على الدستور أو محاولة إجهاضه، وهو في ذلك مدرسة قائمة بذاتها، وإن كنا نتمنى أن يسخر هذا التاريخ العريق من العطاء الفردي لخلق حالة مؤسساتية ذات امتداد شعبي واسع.

وفي محاربة الفساد ورموزه نجح العم «بو عبدالعزيز» في تعرية الكثير من الحقائق، وكشف أساطين الفساد والمفسدين، والغوص في أعماق مؤسسات النهب والسرقة والرشوة، واستباحة الأموال العامة، وجعل الكثير من المخلصين وحتى الصامتين يتشجعون في كسر الحواجز النفسية للحديث بصراحة حول هذه الملفات الحساسة والمغلقة.

وأمام هذا التاريخ الزاخر وهذه المعطيات الخطيرة يمكن أن نقيس حالة العداء ودرجات الخصومة، ومستوى الانتقام التي كانت معدة لكسر أحمد السعدون في الانتخابات الأخيرة، وإذا كان البعض يحاول التشفي أو تحليل النتائج الرقمية للأصوات التي حصل عليها «بو عبدالعزيز» وترتيبه على مستوى الفائزين في دائرته الانتخابية بغرض الإساءة أو الانتقاص من قدره وشعبيته فهؤلاء واهمون جداً، فالفوز في الانتخابات لوحده أعاد وخز الشوكة في خاصرة الكثيرين ممن كانوا يحلمون بخسارته، فكان التعويل على ترتيبه بدلاً من ذلك.

وإذا حللنا تركيبة الدائرة الثالثة التي خاض فيها الانتخابات أحمد السعدون نجد فوزه كان نجاحاً كبيراً في ظل احتكار الصوت الإسلامي الرباعي الترشيح والصوت الليبرالي كان رباعياً والصوت الشيعي رباعياً والصوت العائلي رباعياً والصوت الحكومي رباعياً والصوت القبلي رباعياً، ناهيك عن الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرض لها بانتظام خلال السنتين الماضيتين.

وجاء هذا الفوز ليبقى وجود السعدون في المجلس القادم مكسباً للكويت، وإضافة للديمقراطية، وصوتاً مزعجاً لقوى الفساد، وآلة تشريعية تضع مصالح المواطنين على طريق إحقاق حقوقهم، وتوفير حياة حرة وكريمة لهم، خصوصاً الأغلبية المسحوقة التي يجب أن يتفرغ لها «بو عبدالعزيز» أكثر بعد انكشفت علاقة التيارات التجارية والعائلية والدينية به، بعد أن كانت تشكل له هاجساً يعمل لها ألف حساب!