الولايات المتحدة تتجه نحو «التغيير»
الشعب الأميركي يختار اليوم بين أوباما وماكين
دقت ساعة الصفر. المعركة التي بدأت قبل أكثر من سنتين لتشتدّ حماوتها بشكلٍ منقطع النظير في نهاية هذه السنة لفظت أنفاسها الأخيرة. لم تنطق الأرقام بعد باسم رئيس البيت الأبيض ولكنها وفّرت ما يكفي من الدلائل للاشارة الى الأوفر حظاً في حسم سباق الرئاسة لصالحه. ولعلّ جدول اليوم الأخير من المعركة الانتخابية حمل في طياته ما يكفي من الدلائل حول المشقة التي يتكبّدها المرشح الجمهوري جون ماكين لتقليص الفارق الذي يفصله عن خصمه الذي بدا أكثر صلابةً من أي وقت مضى، فقد بدت جولات ماكين الانتخابية في اليوم الأخير ضعف تلك التي قرّر سيناتور إيلينوي القيام بها. فالمرشح السبعيني يجول في كلّ من فلوريدا وتينيسي ونيومكسيكو ونيفادا قبل العودة الى أريزونا، فيما تقتصر جولة أوباما على فلوريدا ونورث كارولاينا وفرجينيا. وقد كرّس معظم استطلاعات الرأي فائزه الأوحد مانحاً أوباما تقدماً لا لبس فيه بفارق 11 نقطة وانتصاراً ساحقاً على منافسه في ست ولايات أساسية هي: فلوريدا، وأوهايو، ونورث كارولاينا ومونتانا وميسوري وانديانا، وأشار بعض النتائج الى فوز أوباما بأكثر من 52% من الاصوات في ولاية أوهايو، وهو رقم لم يسبقه إليه سوى الرئيس ليندون جونسون عام 1964.وترجح تقارير المحللين أنّ سيناتور إيلينوي سيحصد اليوم أكثر بكثير من الـ270 صوتاً ضرورياً للفوز بالرئاسة بل وسيتخطى عتبة الـ400 صوت من كبار الناخبين في الولايات بضمه بسحر ساحرٍ، وبسبب "العناية الاقتصادية" وفشل حملة ماكين الانتخابية، ولاياتٍ سجل فيها الجمهوريون انتصاراتٍ ملحوظة في انتخابات 2000 و2004 على غرار أوهايو وانديانا وميسوري.
وبدا أوباما عشية الاقتراع واثقاً من نفسه ومتفائلاً الى أبعد الحدود داعياً الجميع الى التصويت فوراً لـ"إنهاء دوامة الفشل الجمهوري"، مذكراً بثوابت ردّدها في حملته مراراً وتكراراً كالحاجة الملحة الى وقف إنفاق 10 ملايين دولار شهرياً على الحرب في العراق، مؤكداً من جهة أخرى أنّه سيخلّص الأميركيين من براثن الانهيار الاقتصادي الذي ورطهم فيه الجمهوريون.وبدا من سير الحملات الانتخابية أنّّ سيناتور أريزونا لن يتنازل عن العرش لأوباما على طبق من فضة بل كثّف المحارب السبعيني جهوده لجذب المتردّدين من المصوتين الذين بدوا خشبة خلاصه الأخيرة، ووجه سهام اتهاماته للمرة الاخيرة الى خصمه الاسود متهماً إياه بالشيوعية وبالسعي إلى "تبديد ثروات المواطنين" فيما يسعى هو الى "زيادة الثروات لا الى توزيعها". وتوقع المحللون نسبة مشاركة كبيرة في الاقتراع قد تصل في بعض الولايات الى أكثر من 90% وفق رأيهم فيما وصلت هذه النسبة الى 60 في المئة في انتخابات 2004 الرئاسية التي سجلت خلالها أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1968. وما لم تقع مفاجأة من "العيار الثقيل" تقلب الأمور لصالح الجمهوريين في اللحظة الأخيرة، وهو أمر ليس بغريبٍ على الانتخابات الاميركية، فإننا قد نشهد لأول مرة وبشكلٍ ملموس دليلاً حسياً على جوهر شعار "الولايات المتحدة: أرض الفرص": تربّع أول رئيس "أسود" على عرش "البيت الأبيض"!