زوجة من السيليكون!
بما أن نسبة الطلاق عندنا في الكويت بلغت حوالي 40% تقريبا من الزيجات في الأعوام الأخيرة، فإنني أنصح كل الشباب المقدمين على الزواج، وغير متأكدين من جديتهم في تحمل أعباء ومسؤوليات الزواج، أن يراسلوا السيد «ترنغ» ليبعث لهم بنسخ مطورة من «إيكو» حتى يجربوا حظهم معهن!رسم الرسام الهولندي العظيم «رامبرانت» لوحة لزوجته بمناسبة مرور 7 سنوات على زواجهما، فعاب عليه بعض أصدقائه ما صنع، فقال لهما: كان في أرض «أوز» رجل أنعم الله عليه بكل شيء يتمناه قلب الرجل، وأهمها جميعا أنه كان يحب زوجته حبا صادقا وعظيما... فقاطعه أحدهم متسائلا: لابد لذلك من سر!
قال رامبرانت: نعم، لقد كان سره أنه كان يدرك ما لا تدركون، ذلك أنه إذا ما وهبتك امرأة نفسها، فقد ملكت جميع النساء من كل عمر وجنس وأرض، وأهم من ذلك، أن تصبح وقد حزت القمر والنجوم وجميع المعجزات والأساطير... «النساء السمر اللواتي يلهبن الحس بدلالهن... والنساء الشقر الفاتنات اللواتي يغوينك ويتهاربن منك... والدمثات اللواتي يخدمنك... والغيد الرقيقات اللواتي يعذبنك... والأمهات اللواتي يحملنك ويرضعنك». أي جميع النساء اللواتي خلقهن الله وأنبتهن على خيرات الأرض الزاخرة، يجتمعن لك في حب امرأة واحدة!قيل له: وكيف يكون ذلك؟!قال: «ترفق في إلقاء رداء أرجواني على عطفها فإذا هي ملكة متوجة... أرح رأسك الأشعث في حضنها فإذا هي غانية تنتظرك بشوق اختلائها بك... انزع خمارها عن وجهها فإذا هي عروس الفنان وملهمته... انظر إليها كأنما تنظر إلى ألف امراة غريبة... ولكن... لا يذهبن بك الظن أنها دخلت في سلطانك... لأن أسرارها لا تنفد... ومهما جهدت فلن تحيط بها»!رحم الله عمنا «رمبرانت» رحمة واسعة، فقد كان فنانا مرهف الإحساس ويقدر الزوجات كثيرا، ولم يعش زماننا الأغبر هذا، ليرى ما صنع أحد اليابانيين الذين لا يتفقون مع نظرته الشاعرية المثالية للزواج، فقد تمكن شاب ياباني اسمه «ترنغ» من صنع شريكة حياته من مادة السيليكون وتصميمها بملامح أنثوية جذابة وجميلة، لتقوم بكامل واجباتها الزوجية والمنزلية بكفاءة عالية، ودون «حنة أو رنة أو لغوة زائدة»! وتم تزويد «إيكو» وهو الاسم الذي تم إطلاقه على الزوجة «السيليكونية» بمهارات خاصة لإجراء العمليات الحسابية، مع تمتعها بذخيرة لغوية قوامها 31 ألف جملة باللغتين الإنكليزية واليابانية، يعني ثقافتها عالية بالصلاة على النبي، ولديها قدرة التعرف على الوجوه وقراءة الجريدة جهراً وبصوت مرتفع، بالإضافة الى إصدار التعليمات والتوجيهات للخدم والأبناء في حال توافرهم!يقول «ترنغ»: «أود أن أجعلها تشعر وتتصرف بقدر الإمكان وكأنها من بني البشر حتى تصبح شريكاً ورفيقاً ملائماً، وكشأن الأنثى الحقيقية، فإن إيكو تتمتع بجميع الحواس ما عدا حاسة الشم، وبما أنها لا تحتاج لأي عطلات أو طعام أو راحة وتستطيع أن تعمل على مدار الساعة تقريباً، فهي إذن تعد بمنزلة المرأة المثالية»!وبما أن نسبة الطلاق عندنا في الكويت بلغت حوالي 40% تقريبا من الزيجات في الأعوام الأخيرة، فإنني أنصح كل الشباب المقدمين على الزواج، وغير متأكدين من جديتهم في تحمل أعباء ومسؤوليات الزواج، أن يراسلوا السيد «ترنغ» ليبعث لهم بنسخ مطورة من «إيكو» حتى يجربوا حظهم معهن، قبل أن يتزوجوا بنات الناس ليطلقوهن بعد شهور!لكن ماذا لو راق لهم هذا النوع من الزوجات «السيليكونيات»؟! ستكون حتما مشكلة حقيقية لا حل لها، ربما أدت إلى انقراض الزوجات الحقيقيات! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء