بعد انتشار عمليات التجميل بشكل رهيب بين النساء في الكويت، تحولت النساء جميعهن إلى «ماتا هاري» وكل واحدة تقول «الزين عندي» وأصبح المرء بحاجة إلى تعصيب عيونه كلما دخل إلى مجمع تجاري، حتى لا يخر صريع الهوى بين لحظة وأخرى!

Ad

ال عمر بن أبي ربيعة وقد «داخ» من حسن محبوبته:

أرى جمالك فوق كل جميلة وجمال وجهك يخطف الأبصارا

الرجل بطبيعته ضعيف أمام الجمال الأنثوي، والمرأة تدرك ذلك جيدا، ولذلك تراها حريصة على أن تصبح كل يوم أجمل، والتاريخ يخبرنا دائما عن انتصارات المرأة الفاتنة والجميلة، التي جعلت أشد الرجال وأقساهم «يخر» أمام حسنها بكل أنواع «الخرران»... يخر من طوله، ويخر صريع الهوى، ويخر كذلك- في ساعة تجلٍّ- بكل أسراره الشخصية والسياسية والعسكرية!

في أثناء الحرب العالمية الأولى، احتاجت المخابرات الألمانية إلى جاسوس يخدع الإنكليز والفرنسيين، فخطر ببال الهر «ياجو» أن الراقصة الرائعة الجمال «ماتا هاري» التي كانت رقصاتها حديث باريس في ذلك الوقت، هي الشخص المناسب لهذه المهمة الخطيرة، فرقصاتها المغرية أتاحت لها أسباب التعرف بكل الجواسيس والمخربين وقطط الليل!

ولما سألها «ياجو»: هل لديك الشجاعة الكافية أن تشتغلي في الجاسوسية؟! كان جوابها أن سحقت عقب سيجارتها في كفها، لتبين له مقدار احتمالها للألم واستهانتها به!

وبعد أن أتمت دراستها في مدرسة «الجواسيس» الألمانية، وأتقنت كل الأساليب الجاسوسية الرهيبة، عادت مرة أخرى إلى باريس وهي مزودة بأدوات صناعتها: مبسم سيجار طوله 15 سنتيمترا، وقنينة عطر نفاذة، وزجاجة من الحبر السري، وحقيبة كبيرة من الملابس الحريرية السوداء، التي تقل عن مقاسها قليلا «لزوم الإغراء»!

كانت لـ«ماتا» موهبة خاصة في اختيار الضحايا، والمرة الوحيدة التي أخطات في هذا الاختيار، كانت حين استدرجت إلى غرفتها سيدا مهيبا في ملابس رسمية حسبته أميرالاً إنكليزيا، لكنها اكتشفت- بعد فوات الأوان- أن الأستاذ المحترم هو بواب الفندق!

وقد عوضت عن هذا الخطأ الفني غير المقصود بإيقاع وزير خارجية فرنسا في شباك غرامها، الذي تمكنت عن طريقه أن تبعث برسائلها الاستخباراتية خارج فرنسا في الحقيبة الدبلوماسية تحت أنظار سفراء الدول المتحالفة!

وكان طمعها اللامحدود هو السبب في سقوطها، حين حاولت أن تتجسس لمصلحة الألمان والفرنسيين في وقت واحد، لكن «الفأر لعب بعب الفرنسيين» فشكوا في أمرها وقبضوا عليها، وكانت نهايتها المؤسفة... الإعدام رميا بالرصاص في 15 أكتوبر 1917.

الغريب أن «ماتا هاري» كانت من فرط غرورها حتى آخر لحظة، هادئة، مطمئنة، واثقة بأن الأفراد في فرقة الإعدام لن يستطيعوا إطلاق الرصاص حين يعلمون أنها الهدف، إلا أن أملها لم يلبث أن تلاشى، لأن الضباط الفرنسيين- الذين يدركون شعور جنودهم نحو الجنس اللطيف «جدا» من نوعية «ماتا»- وقلوبهم الخضراء، لم يقوموا بتعصيب عيني «ماتا» لحظة إعدامها، إنما قاموا بتعصيب أعين الجنود الذين سيطلقون الرصاص عليها!

الآن... بعد انتشار عمليات التجميل بشكل رهيب بين النساء في الكويت، كتعديل وتصغير للأنف، ونفخ الشفايف والخدود، وإزالة التجاعيد وشد البشرة، وعمل الشامات والغمازات، وتركيب العدسات الملونة للعيون، وتكبير الصدر وشفط الدهون وصبغ الشعر وتمليسه، وباقي طرق الاحتيال النسائية، تحولت النساء جميعهن إلى «ماتا هاري» وكل واحدة تقول «الزين عندي» وأصبح المرء بحاجة إلى تعصيب عيونه كلما دخل إلى مجمع تجاري، حتى لا يخر صريع الهوى بين لحظة وأخرى!

قليل من الجمال أيتها النساء يكفي... ليس بالضرورة أن تتحولن إلى أنصاف آلهة... لتصبحن فاتنات!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء