أسبوع واحد يفصلنا عن انتخابات برلمانية تاريخية، وتقع علينا كناخبين مسؤولية جسيمة في إراحة البلد من فوضى الشعارات العاطفية عبر إيصال مشرعين يحملون برامج وحلولاً عملية لتلك التحديات، فزمن الشعارات ولّى وأصبحت التنمية استحقاقاً فعلياً، والتنمية تحتاج من هو قادر على تحقيقها وإدارتها. قد يبدو للمتابع أن التيار الديني تخلى عن خطابه، وأصبح يتبنى القضايا الدنيوية، إلا أن ذلك يبقى على الورق في البروشورات التي توزع في المقار الانتخابية وعلى البيوت والسيارات، فأطروحات كالإسلام هو الحل، وتعديل المادة الثانية، وأسلمة القوانين وغيرها، تستخرج من الجيب كلما دعت الحاجة.
مشكلة التيار الديني هي أن خطابه عاطفي يعتمد على دغدغة مشاعر الناخب الدينية باعتماده على الشعارات الفضفاضة من دون أن بيبن كيف سيحولها إلى حلول عملية.
إن الكويت مقبلة على تحديات جسيمة تستوجب وضع خطط عملية للمستقبل، فالإحصاء الرسمي يبين أن نصف الشعب الكويتي عمره تحت الرابعة والعشرين، من عمره، وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن الشباب الكويتي حالياً يواجه صعوبات عدة كعدم توافر السكن، وفرص العمل، وارتفاع معدلات الطلاق، وسوء النظام التعليمي، والخدمات الصحية، وغلاء الأسعار، والعجز الذي سوف تواجهه مؤسسة التأمينات الاجتماعية، فكيف ستكون الحال عليه بعد خمس عشرة سنة عندما يتعدى ربع مليون شاب كويتي سن الحادية والعشرين؟
هل باستطاعة الدولة كما هي تدار حالياً استيعاب تلك التحديات؟ إن استمرار الإدارة على ما هي عليه ينذر بكارثة اقتصادية واجتماعية ليست ببعيدة عنا. في الأمس القريب راح ثلاثة شباب انتحاريين ضحية الفكر الديني المتشدد والفتاوى (أو الشعارات) المتطايرة هنا وهناك، بينما نحن مازلنا نعيش برفاهية، فماذا سيحدث لو استفحلت البطالة ولم يجد الشاب مسكناً يؤويه أو تعليماً ينيره أو دواء لمرضه؟ انظروا إلى بعض دول المنطقة ستجدوا مرآة للمستقبل.
السؤال الآن: ماذا جنينا من إدارة التيار الديني للدولة بتلك الشعارات؟ منذ وصول التيار الديني إلى سلطة القرار وبدء الصحوة الإسلامية أواخر السبعينيات ونحن ندور في نفس الحلقة النقاشية المفرغة، بينما إدارة الدولة في انحدار، فواضح الآن بعد ثلاثين سنة أن شعارات «الإسلام هو الحل» و«أسلمة القوانين» لم تخلق فرص عمل، ولم توفر سكناً ولم تطور التعليم، ولم تبن مستشفيات جديدة، ولم تعالج غلاء الأسعار، ومعدلات الطلاق في ارتفاع، وحرب المخدرات مستمرة، بل كان الوقت والجهد يستنزفان على مشاكل مفتعلة كعيد الحب والاختلاط والحفلات والشيشة وستار أكاديمي والبلوتوث.
أسبوع واحد يفصلنا عن انتخابات برلمانية تاريخية، وتقع علينا كناخبين مسؤولية جسيمة في إراحة البلد من فوضى الشعارات العاطفية عبر إيصال مشرعين يحملون برامج وحلولاً عملية لتلك التحديات، فزمن الشعارات ولّى وأصبحت التنمية استحقاقاً فعلياً، والتنمية تحتاج من هو قادر على تحقيقها وإدارتها، والثلاثون سنة الماضية أثبتت فشل التيار الديني في ذلك.
لا نلوم غير أنفسنا لو رأينا أبناءنا بعد خمس عشرة سنة يتجهون إلى الخارج بحثاً عن الأمان المعيشي والاجتماعي.
Dessert
http://web.nuks.org/Omma08arabic... عين على الانتخابات من الخارج. إبداعات طلبتنا في أميركا المستمرة جديرة بالمتابعة.