يقال إن النواب هم ممثلون لنا، نحن الشعب الذي ينتخبهم، إلا أنه أصبح امرا منطقيا التفكير إن كانوا يمثلوننا أم أنهم يمثلون علينا.

Ad

الكاتب المسرحي الأميركي الأشهر آرثر ميللر أصدر كتابا عام 2001 بعنوان «عن السياسة وفن التمثيل». وبطريقة ميللر المعروفة، كان ساخرا وعميقا في آن واحد، ويخلص فيه الى ان السياسيين في كل مكان قد ادركوا أنهم لكي ينجحوا فإن عليهم اجادة التمثيل، فنحن محاصرون بالتمثيل، ومع هيمنة التلفزيون ووسائل الاعلام اصبحنا محاصرين من سياسيين تحولوا الى ممثلين او العكس.

فهل أصبحت اجادة التمثيل صفة ملازمة للسياسي؟ ربما.

ولعل ملاحظة لا تخطئها العين في انتخاباتنا القادمة، هي كثرة الذين «يدرسون» و«يراجعون» و«يترددون» في قرار خوضهم الانتخابات، أما أحلاهم وأجملهم فذلك الذي قرر ان «يستخير». والنتيجة في اغلب الاحوال معروفة سلفا، إذ سيعلن أنه «ونزولا...» -بالطبع حرف الواو سيأتي قبل كلمة نزولا- «ونزولا على رغبة الجماهير الغفورة»، وهي غير الجماهير الغفيرة، حسب تعبير فيلمون وهبي، فالجماهير الغفورة هي تلك الجماهير التي بقدر ما تضحك عليها، وتمثل عليها، وتسيء لعقلها، فإنها تغفر لك وتعيد انتخابك.

الانتخابات القادمة لا تشبه الانتخابات، وهي تدور رحاها في اجواء ملل، وضيق وتبرم، وانزعاج شديد قد ينعكس حتى على نسبة الاقبال والتصويت، دع عنك الحماس للمشاركة في الانتخابات.

واذا كنا قد حددنا موقفنا بأن حالة انعدام الوزن والقلق السائدة في المجتمع تتحمل مسؤوليتها الحكومة بدرجة أكبر، فإن هناك نصيبا ليس بالقليل يتحمله نواب في مجلس الامة، ولئن كان بإمكان نواب في مجلس الامة محاسبة السلطة التنفيذية من وزراء ورئيسهم بالحق او بالباطل فإن الانتخابات هي فرصة لمحاسبة النواب والمرشحين وايصال حالة الاحباط الى رؤوسهم، والا فإننا سندخل مجددا في مسرحية جديدة، المرشحون فيها على خشبة المسرح، ونحن، الناخبين، نستمتع بالعرض مع علمنا انه تمثيل في تمثيل، ثم تنعكس النتائج وبالاً على الوطن واستقراره.