بغلة القاضي عزيزة
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
هذا الواقع يجرنا إلى ظاهرة غريبة في الانتخابات وهي إدمان النواب السابقين وكثير من المرشحين على الترشيح مراراً وتكراراً وكأنهم ما خلقوا إلا ليكونوا نواباً في مجلس الأمة. يتملكني الضحك عندما أجد شخصاً يترشح في كل انتخابات ولا ينجح فيها ومع ذلك يصر على الترشح، ويغير مكان ترشحه من دائرة إلى أخرى لعل وعسى، أما النواب فقصتهم قصة، فالواحد منهم يعتقد أن أمر ترشحه «مسؤولية وطنية» وأن عدم ترشحه من قبيل «الفرار عند الزحف»، ومع أن أغلبية النواب يرددون أن عمل النائب شاق ومرهق وأنهم ربما لا يترشحون مرة أخرى، إلا أنهم وبمجرد إجراء انتخابات جديدة سرعان ما تجدهم أول من يسجل اسمه، وربما البعض يعمل بعض «المسرحيات» للقول إنه كان عازفاً عن الترشّح إلا أن دواعي المصلحة العامة وإصرار الناخبين أجبره على الترشح.البعض الآخر من النواب خصوصا من نواب التيارات السياسية يظن أنه مخلد في هذه الدنيا، فهو لا يفكر مطلقاً في ترك كرسي مجلس الأمة، وبالتالي لا وجود في قاموسهم لشيء اسمه تهيئة بديل لهم في المستقبل، وإذا كنا نسمع في السابق عن «القائد الضرورة» فإننا في الكويت أصبح لدينا «النائب الضرورة» الذي إذا لم يترشح ويصل إلى مجلس الأمة فإن الدولة سوف تنهار. وعلى الرغم من كل كلام النواب عن «مشقة» العمل النيابي وعزوفهم عنه، فإنه على ما يبدو أن في كرسي مجلس الأمة مغناطيسا قويا يجذب من يجلس عليه لمرة واحدة لكي يحاول العودة إليه إلى أبد الآبدين.تعليق: تخلي التحالف الوطني الإسلامي عن ضم حسن جوهر إلى قائمته و«الانفتاح» على مجاميع أخرى يطرح تساؤلاً عن معايير اختيار المرشحين للانضمام إلى قائمتهم، ويطرح تساؤلاً أكبر عن مدى صلاحية البوصلة التي يمشي عليها التحالف، وعما إذا كانت البوصلة هذه مازالت تعمل أم أنه أصابها العطب أو الغبش بعد حادثة التأبين. أعتقد أن على التحالف أن يقوم بمراجعة جادة لتجربته الجديدة خلال السنة الماضية، لأن رصيد التحالف مستمر في التآكل، وهو مستمر في السحب من رصيد الإرث السابق، وهذا الرصيد لن يصمد طويلاً أمام السحب المتواصل منه. وفي المقابل نتمنى على د. حسن ألا يوحي بأن هذه الانتخابات هي آخر انتخابات يترشح لها كما فعل سابقاً، حتى لا يضطر إلى تغيير رأيه مرة أخرى في الانتخابات القادمة. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء