المشاركة في الاقتراع واجب وطني

نشر في 13-05-2009 | 00:00
آخر تحديث 13-05-2009 | 00:00
 د. بدر الديحاني في الوقت الذي تعتبر فيه المشاركة في الاقتراع العام واجب وطني ومسؤولية عظيمة، فإن عدم المشاركة سيكون بمنزلة تقاعس عن أداء واجب وطني مستحق لاسيما في المرحلة الحالية الحرجة التي يمر بها وطننا.

كثرت في السنوات الأخيرة مظاهر التذمر من الوضع العام وازدادت الشكاوى من رداءة الخدمات العامة، وبدأ التمزق والتشرذم الذي ترعاه وتمارسه قوى الفساد وعناصر الظلام، يطول النسيج الاجتماعي لمجتمعنا بشكل يهدد أمننا الاجتماعي واستقرارنا السياسي، في الوقت الذي ضعفت فيه، بكل أسف، الدولة وبدأت تحل محلها شيئاً فشيئاً التكوينات الاجتماعية السابقة لتشكلها مثل العائلة والطائفة والقبيلة، لهذا فإن يوم السبت القادم 16 مايو 2009 سيكون يوماً تاريخياً سيقول الشعب فيه كلمته التي نأمل أن تكون أبلغ رد على أعداء التقدم والديمقراطية والوحدة الوطنية.

إننا على ثقة تامة أن اختيار العناصر الوطنية الديمقراطية الواعية ستكون هي بداية الطريق لإصلاح المسار العام وإعادة اللحمة الوطنية والاندماج الاجتماعي بين مكونات المجتمع الكويتي كافة.

لهذا، فإنه من المهم، بل إنه من الواجب الوطني، مشاركة الناخبات والناخبين جميعهم في تحديد مستقبل الوطن حيث إنه بمجرد التأشير على ورقة الاقتراع، فإن الناخب يمنح تفويضاً دستورياً لمن يختاره، يحق له بموجبه أن يقرر ليس مصيره هو كناخب فحسب، بل مصيرنا ومستقبل وطننا خلال الفترة القادمة. من هنا تأتي أهمية التروي والتفكير العميق قبل أن نتخذ قرارنا بمن سنفوِّض لأننا عندما نستلم، كناخبين، ورقة الاقتراع من القاضي فإن مستقبل الوطن سيكون بين أيدينا، فإما أن نتخذ القرار الصائب وإما أن نخذل وطننا. لذا فعلينا جميعاً تقع المسؤولية الوطنية في انتخاب من هو فعلا أهل لتمثيل الأمة بأسرها.

ليس هذا فحسب، بل إنه في الوقت الذي تعتبر فيه المشاركة في الاقتراع العام واجباً وطنياً ومسؤولية عظيمة، فان عدم المشاركة سيكون بمنزلة تقاعس عن أداء واجب وطني مستحق لاسيما في المرحلة الحالية الحرجة التي يمر بها وطننا. فالسلبية وعدم المشاركة في اختيار العناصر الوطنية الواعية هما بمنزلة تزكية لقوى الظلام والفساد والتخلف والتفرقة الاجتماعية.

إن الرد العملي على الأصوات العنصرية النشاز التي تعالت في الفترة الأخيرة لكي تثير البغضاء وتبث الفرقة بين المواطنين من خلال تصنيفهم حسب أهوائها وعقليتها العنصرية المريضة بطريقة فجة وسمجة لا تستند إلى أي أساس علمي أو دستوري، وهو الشيء الذي لم يعهده وطننا من ذي قبل، ويأتي، أي الرد على هذه الأصوات المريضة نفسياً، من خلال المشاركة في التصويت واختيار العناصر الوطنية الحريصة على الوحدة الوطنية والمؤمنه بأن الوطن هو ملك لمواطنيه كافة، وأنه ليس هناك كائن من كان يملك صكوك المواطنة لكي يوزعها حسب نظرته العنصرية الكريهة.

أخيراً وليس آخراً فإنه لا يخفى على الناخب الواعي أن الشائعات الانتخابية تزداد حدة كلما اقتربنا من يوم الاقتراع العام بهدف التأثير على قناعات الناخبين واتجاهات تصويتهم، وأكثر الشائعات المفبركة والمضللة التي يتم نشرها وتداولها هذه الأيام هي التي تهدف إلى تشويه سمعة العناصر الوطنية والقوى الديمقراطية، ولكن لحسن الحظ، فإن الناخبين بدأوا يدركون الأهداف المشبوهة التي تقف وراء هذه الشائعات المفبركة والمغرضة التي يكثر ترويجها قبيل يوم الانتخابات وفي أثنائه.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top