• أم البنين تتمنى عليّ الاقتراع لمصلحة المرشحات «عمياني» لمجرد أنهن بنات حواء! والتمني، كما ترون، ينطوي على الميز، ويجسد الوجه الآخر للموقف الذكوري اللاديمقراطي إياه! والحق أن الكفاءة هي المعيار الذي يحسم الاختيار، كما نصرح بذلك للملأ، وربما للظهور بإهاب نصير المرأة المسلوبة حقوقها من «سي السيد» أو «سي السيئ» لا فرق! ومع أني أحب بعلتي حبا جماً، بدليل إنجابنا خمسة ذكور مشوربين (بالصلاة على النبي) فضلا عن أن تأبيدة الزواج تجاوزت 35 سنة غير الجُمع والعطل والأعياد الدينية والوطنية والسهو والغلط!

Ad

أقول رغم ذلك سأختار المرشحات اللواتي أجدهن يتكافأن مع المرشحين، وقد يبزونهن في أدب الخطاب، وحسن التواصل مع الناخبين، فضلا عن أن أغلبهن مدججات بالقدرات والإمكانات التي يحظى بها المرشحون الذكور، زد على ذلك أن صفحة سوابقهن بيضاء من غير سوء ولله الحمد.

• وبصراحة شديدة أرجو ألا تثير حفيظة «القوارير» الرهيفة المشاعر قولتي الخارجة من رحم جهلي بتاريخ المرشحات وسيرتهن العملية، فتراني أقول لنفسي - يا والده- (إن البقر تشابه علينا مع الاحترام الشديد للبقر! أولا لكونه حيوان مقدس من الواجب احترامه، وثانيا خشية من لعنة عدوى جنون البقر!).

الشاهد: رغم عزمي، بعد استفتاء قلبي المسكون بالنساء كما «موقف السيارات بالمطار»، فضلا عن أداء صلاة «الاستخارة»، بشأن اختيار مرشحات الدائرة الثانية، إلا أن ظني (الذي أ رجو أن يكون آثما) هو أن نسبة نجاح المرشحات «يوك» ومعدومة! ذلك أن التعويل على أن بعضهن نلن مرتبة متقدمة اقتربت من عتبة النجاح أو كادت أن تفلح في التربع على الكرسي الأخضر بقاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة مسألة حرية بمعاودة تجربة الترشيح، لكنها لسيت مقياساً ثابتا يشي بنجاح مرشحة أو أكثر بالضرورة، لأن مريدي حضور المرأة في المجلس ليسوا موجودين في دائرة واحدة بداهة.

ولذا فإن النبوءات التي استشرفت وبشرت بنجاحهن المأمول خارجة من رحم التفاؤل والأماني والأحلام الوردية ناسين ومتناسين كابوس الرافضين لوجودها في الشارع والنادي وكل الفضاءات التي يستحوذ عليها الذكور، بوضع اليد غير القانوني ولا الدستوري، ولن أقحم الدين في السياق، لأنه لا يدس أنفه في أمورنا الدنيوية!

• كنت أتمنى- مثل معشر المتفائلين- لو أن المعركة الانتخابية تتكئ على معايير بشرية إنسانية عادلة، غير ملطخة بالاستحواذ الذكوري اللعين، والذي يستحق الإخصاء الفوري الرادع، وهي مسألة «تراجيدية» تستوجب جهادا وتضامنا طويلي الأمد.

وعودا إلى بدء بشأن المفتاح الانتخابي الحريمي الممثل في زوجي أم عيالي، والراغبة في أن أختار المرشحات وحدهن لأنهن بمنأى عن الأخطاء والخطايا والمنكرات التي ارتكبها العديد من الذكور داخل المجلس وخارجه! ثم أردفت متسائلة، وبراءة العواجيزفي عينيها: أسمعت يوماً ما بأن مرشحة مسجلة بعصبة وعصابة حرمنة المال العام، والذي صار- يا أبتاه- كما السبيل يغرف منه الحرامية وكأنه حق للسارق وبأثر رجعي؟! وهل تأذت مسامعك من خطاب انتخابي نسائي؟ ألا تجد الأخير يعبق بأريج المواطنة الصالحة، ومضمخ بمشاعر الانتماء والولاء كما الذكور وربما أكثر؟! حسبهن مساواة استشادهن، وأسرهن واغتصابهن فداء لوجود واستقلال وحرية وتحرير البلاد والعباد؟!

هتفت لها: لقد اخترت نون النساء بدون تردد! والماء الذي في أذني سحبته إدارة الإطفاء، أما البقر الذي تشابه علينا فقد بات يحيل إلى المرشحين الذكور! من هنا: أرجو من جميع المفاتيح ورابطة مشجعي مرشحي دائرتي توفير قبلا تهم، وابتساماتهم المشابهة لابتسامة المضيفات لأني لن أرشح سوى حواء الدائرة... وعلى الباغي تدور الدوائر!