عملت الفنانة والمخرجة سمر في بدايتها مديرة إنتاج، كمراسلة، ثم مذيعة. ولأنها سويدية مقيمة في الكويت، تميزت بأداء شخصية الفتاة الفلسطينية المغتربة في مسلسل «بين عصرين»، قادتها تلك التجربة إلى مسلسل «هذيان الطين».
في حوار مع «الجريدة» تحدثت عن تجربتها في الإعلام والدراما. منذ متى وأنت تفكرين بالفن؟ الفن كأية موهبة جميلة تولد مع الانسان، لكن ثمة من ينميها وثمة من يهملها، منذ طفولتي تمنيت دخول هذا المجال، لكني لم أسعَ اليه الا بعدما أنهيت دراستي، فكرت بجدية أكثر، وقررت أن أتجول بين البلدان العربية أو الخليجية كي أكتشف نفسي وأyحقق طموحي. ما هي الأعمال التي أنجزتها في الخليج؟ في البداية عملت مديرة إنتاج في «فيلم فاكتري» وهي شركة إنتاج تعمل في مجال الدعاية التلفزيونية والإذاعية في البحرين، ثم انتقلت إلى شركة «بحرين اسكوب tv» وقدمت لصالحها أحد المهرجانات الرياضية الكبرى، بعد ذلك عملت مراسلة لقنوات mbc وقدمت رسائل خارجية كثيرة لبرنامجي «سكوب» و{اليوم السابع» للإعلامي المتميز محمود سعد. حدثينا عن بدايتك في الكويت؟ بدايةً شاركت في مسلسل «بين عصرين» وجسدت شخصية فتاة فلسطينية مغتربة، كذلك شاركت أخيراً في عمل درامي جديد بعنوان «هذيان الطين» أديت فيه دور مدربة باليه. رشحني لهذين العملين المخرج البحريني عبدالله يوسف. في أي من الدورين وجدت نفسك؟ كوني عشت مغتربة في السويد ومكثت فيها طوال حياتي مع أسرتي، وأحمل الجنسية السويدية، أعتبر دور المغتربة الفلسطينية في مسلسل «بيت عصرين» الأقرب الى هذا الواقع بشكل كبير، لذا اظن أنني أجدت فيه. ما هي الأعمال التي تفضلينها؟ أفضل المسلسلات الدرامية التي تقترب من واقعنا، نظراً إلى الرسائل الهادفة التي تحملها والحوار الراقي الذي يقترب من المحظور من دون تجريح او ابتذال واسفاف، أما الأعمال الأخرى مثل الكوميديا وأعمال الخيال فلها جمهورها أيضا، أحياناً يراها المشاهد فيضحك وتمر عليه مرور الكرام. هل يُعتبر الفن مجالاً جيداً لكسب الرزق؟ كلا، يحصد الإنسان المكاسب من أي عمل آخر، أما الفن فلا يمكن أن نكسب منه إلا إذا أحببناه، من يمتهن الفن يعرف أن إتقانه لا يأتي من دون حب وتعب. ليس سهلاً أن تكسب محبة الناس، التي هي أهم من المادة، من دون أن تقدم لهم فناً يستحق هذا الحب. أفادني حبي للفن في مجالات كثيرة وأكسبني خبرة من خلال السفر والتعامل مع الفنانين، غيّر مجرى حياتي واستفدت منه كثيراً. كيف تجدين رد فعل المشاهدين تجاه الأعمال التي قدمتها لغاية اليوم؟ في الواقع لا أستطيع أن أعرف كيف يكون رد فعل المشاهد، لأنني ما زلت محصورة في الأعمال الخليجية، بعد أعوام ربما، أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال، لكني اجتهد فعلاً في الأعمال التي أقدمها وأتمنى أن أنال استحسان المشاهد الخليجي والعربي. تمتلكين ملامح الفتاة الشرقية، لماذا أنت مقلَّة في التمثيل؟ لأني لا أعرف أحداً يوجهني نحو التمثيل في الخليج غير المخرج عبدالله يوسف وزوجته الفنانة أحلام محمد، إنهم أصدقائي ويعرفون عائلتي جيداً. ربما تكونين السبب لأنك لا تتعرفين على المنتجين أو المخرجين؟ أنا خجولة ومقلة في الكلام والطلبات أيضاً، لا أحب طريقة طرق الأبواب للحصول على فرصة، ربما أتلقى عروضاً بعد عرض «هذيان الطين»، لا أتعجل الأمور، أما في خصوص المخرجين أو المنتجين كيف أعرفهم وأنا جديدة على البلد؟ كيف رشحك المخرج عبدالله يوسف للتمثيل؟ بحكم قربه من العائلة كان على دراية بعملي في الإعلام وبأنني لا أخشى الكاميرات ولدي خبرة تؤهلني للتمثيل. في البداية رشحني لأعمل معه كمساعدة مخرج، ثم فاجأني بدور الفتاة الفلسطينية في أول عمل لي وهو «بين عصرين». أين الحب في حياتك؟ الحب جميل ولا بد من وجوده في حياة كل إنسان، لكني راهناً أعيش شبه رحالة بين الكويت ودول الخليج والسويد، لا أجد وقتاً له، ربما لن أجده حتى على المدى البعيد، لأني أكرس وقتي كله للتمثيل. ماذا ان أخبرك شاب بأنه يحبك ومعجب بك؟ ما المانع، لكن الحب يحتاج إلى اهتمام من نوع خاص، والآن مهتمة بأعمالي فحسب، عندما أستقر أو يستجد في حياتي أمر يهم جمهوري سأعلنه على الملأ، مع أن الحب من أشد الخصوصيات، لأن الجمهور{يستاهل». وفارس أحلامك؟ لا يوجد ما يسمى بفارس الأحلام، تختلف أحلام الطفولة عن أحلام المراهقة وعن فترة النضوج. كذلك تتغير عبر التجارب والخبرة، الحياة التي نعيشها لا تعطي الإنسان فرصة كافية للتعارف والبحث، ربما يأتي التفاهم بعد الارتباط، في النهاية تضع كل فتاة مقاييس معينة قد ينسفها الحب من جذورها. هل تعتبرين نفسك إنسانة غير محظوظة؟ لماذا تفترض أنني لست محظوظة؟ على العكس محظوظة جداً لأني خضت تجربة التمثيل في الخليج، محظوظة أكثر لأنني تعرفت إلى المخرج عبدالله يوسف وزوجته، من جهة أخرى علاقتي بوسائل الاعلام والصحافة جيدة. هل واجهتك مضايقات في الوسط الفني؟ المضايقات في كل مكان، لكنها في الفن أمر أساسي، لستُ الوحيدة التي تتعرض لها، إنما تستطيع كل فتاة أن تفرض احترامها على الجميع عبر احترامها لنفسها اولا. تكنين الحب للعالم العربي مع أنك تعيشين في أوروبا! صحيح، مثلي مثل مساري وسلمى حايك وغيرهما من الفنانين، مغتربون عن وطننا لكننا نحب لبنان والدول العربية، نغني أغاني عبدالحليم وأم كلثوم وغيرهما، لا نستطيع في الوقت نفسه إنكار حبنا للدول التي منحتنا الجنسية وأمضينا فيها عمرنا، كوننا لسنا جاحدين أو ناكرين للجميل.
توابل - مزاج
تعتبر نفسها محظوظة لأنها مثَّلت في الخليج سمر: الفن يعطي من يحبُّه ويخلص له
13-06-2008