لقد كسبت الحكومة احترام الناس في الشهرين الماضيين من خلال الالتزام بالحد الأدنى من تطبيق القانون، ويبقى عليها أن «تكمل إحسانها» في ملاحقة مجرمي الفرعيات وشراء الأصوات بجمع الأدلة الكافية وتقديمها للقضاء والتصويت مع رفع الحصانة عن النواب منهم.بعكس الكثيرين الذين أخذتهم الصدمة وخيبة الأمل، فقد وجدت الأسباب التي تجعلني أفرح من نتائج الانتخابات ومجريات الحملة الانتخابية، فرغم عدم وصول العدد الذي كنا نطمح إليه من مرشحي التيار المدني، فإن هناك ما يبعث الأمل من بوادر الجدية والهيبة والإرادة التي أبدتها الحكومة خلال الشهرين الماضيين.
لقد حُلّ مجلس الأمة أثناء تصعيد بعض النواب بلا مسؤولية ضد الحكومة لقيامها بإزالة الديوانيات المتعدية على أملاك الدولة، ثم تحول التصعيد إلى مادة انتخابية شعبوية لكثير من المرشحين، ولكن مع ذلك مضت الحكومة في الإزالة منتصرة لهيبة القانون، وتبعتها بتطبيق صارم لقانون الاعلانات الانتخابية، فمنعت المخالفات الإعلانية على أملاك الدولة من أرصفة وشوارع عامة، وذلك ساهم في نقاء اختيار الناخب بعيداً عن البهرجة الإعلامية التي لا تمت إلى البرنامج والخطاب السياسي بصلة.
وعلى صعيد آخر تصدت الحكومة بجدية لم نشهدها من قبل لجرائم الانتخابات الفرعية، فعلى الرغم مما شاب ذلك من تعصب فئوي وشحن عاطفي تبقى سيادة القانون فوق كل شيء. كما تبعت ذلك بتصديها لجرائم شراء الأصوات، ويعود لها الفضل من بعد تقليص الدوائر في سقوط «عتاولتها» وتخليص البلد والديمقراطية منهم.
وفي يوم الاقتراع، توجت الحكومة أداءها بإدارتها لعمليتي الاقتراع والفرز بكفاءة، فالجميع يشيد بسهولة الإجراءات ولباقة رجال الأمن وحسن تنظيمهم وسعة صدر رجال القضاء، إذ بددت جهودهم جميع المخاوف من وقوف إجراءات يوم الاقتراع كحجر عثرة أمام راحة الناخب وجودة اختياره. كما أن السرعة والكفاءة في احتساب النتائج وإعلانها بيّن حسن الترتيب المسبق للجهات المشرفة على الانتخابات.
لقد كسبت الحكومة احترام الناس في الشهرين الماضيين من خلال الالتزام بالحد الأدنى من تطبيق القانون، ويبقى عليها أن «تكمل إحسانها» في ملاحقة محترفي الفرعيات وشراء الأصوات بجمع الأدلة الكافية وتقديمها للقضاء والتصويت مع رفع الحصانة عن النواب منهم، وإلا ستذهب جهود رجال البلدية والأمن والقضاء المخلصين هباء، وتتحول ملاحقة الفرعيات وشراء الأصوات إلى أفلام للفرجة فقط.
Dessert
يقول المثل «الحلو ما يكملش» العقيد ع. ب. والمقدم م. س. في لجنة اقتراع الرجال في خيطان بحاجة إلى دورات مكثفة في الأدب واللباقة واحترام الناس، فالناخبون أتوا ليصوتوا أحراراً، ومن العيب مخاطبتهم بـ «نزر ونفس شينة»، فهذا مكان للتعبير عن الرأي بالانتخاب وليس كلية الشرطة ليتم إذلالهم. من المؤسف أن يخدش شخصان صورة جميلة رسمها مجمل رجال الأمن في ذلك اليوم.