وجهة نظر : آخر كلام... أسخف أفلام العام

نشر في 24-10-2008
آخر تحديث 24-10-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين من حسن حظ هيفا وهبي أنها لم تقع في فخ “آخر كلام” الذي وقعت فيه مادلين مطر.

يسيء “آخر كلام”، إنتاج “السبكي” وإخراج أكرم فريد، الى كل موهوب يشارك فيه، من القدير حسن حسني، مروراً بالمجتهد رضا حامد إلى الطفلة منة عرفة التي هتك الفيلم طفولتها وبراءتها وموهبتها بدور وحوار غير مناسبين. حتى الممثل الجديد الشاب مدحت اسماعيل، الذي كان يبحث لنفسه عن مكان من خلال الفيلم، لم يؤكد أي موهبة كفنان، ولم يحقق لنفسه وجوداً وإنما أساء الى نفسه كإنسان، من خلال الصورة المهينة التي ظهر فيها كمجرد شخص بدين، يتلقى الصفعات من حسني مراراً، بمناسبة وبلا مناسبة.

يتصوّر أصحاب الفيلم أنهم بتوالي الصفعات وغزارتها يفجرون الضحكات ويحققون مشهداً مبهراً، بينما هم يؤكدون إسفافاً. يظهر محمد السبكي، منتج الفيلم في المشهد الأخير منه، ومعه المخرج أكرم فريد، ويشاركان الأبطال في توجيه الصفعات على وجه الشاب البدين ومؤخرته... المسكين الذي ارتضى لنفسه تلك المهانة، للظهور وسط النجوم.

يعتز منتج وأصحاب الفيلم بتلك الصفعات، فتصل بهم الحال إلى الإعلان عن جائزة يفوز بها من يتكهن عدد الصفعات في الفيلم، أما الفائز فسيصنع منه المنتج نجماً سينمائياً! هل ثمة أتفه من هذه المسابقة؟!

الى جانب الصفعات و»الغلاظة» و»صناعة الإسفاف»، يظهر الأب (يدرس القانون في الجامعة) حسن حسني، ولا تدري في معاملته لأبنائه (مادلين مطر ومدحت إسماعيل ومنة عرفة) هل هو حنون عليهم أم في منتهى القسوة، وهل هو شديد متزمّت إلى حدّ بالغ الغباء ويستحق النفور، أم هو طيب حتى السذاجة ومهرّج يستحق الشفقة. كل ما أراد أصحاب الفيلم قوله هو إن تزمّت الأب وشدته حالا دون خروج موهبة ابنته أميرة (مادلين) الغنائية إلى النور.

يصاب الأب بغيبوبة، فتنتهز ابنته الفرصة وتدخل الوسط الغنائي، وتصل إلى النجومية بسرعة الصاروخ، وتكاد تقع في فخ الموافقة على عقد احتكار مع منتج ومخرج (محمد أحمد ماهر)، لكنها سرعان ما تكتشف أنه شخص سيئ.

يتغلّب الأب على الغيبوبة ويعود الى المنزل، فيحاول الأبناء على مدار أحداث الفيلم المتبقيّة إخفاء شهرة الإبنة المغنيّة التي تملأ صورها الشوارع حتى أمام نافذة بيتهم، لأن الأطباء حذروا من عودة الأب الى الغيبوبة عند أول صدمة...

ينتهي الفيلم نهاية أكثر سذاجة من أحداثه، تصوِّر الأب وقد اكتشف الحقيقة، فيذهب إلى حفلة ابنته، وعندما يراها تغني وسط تصفيق الجمهور الحار يخرج مسدسه ويصوّبه نحوها، فتركض نحوها أختها الصغرى (منة عرفة) لتصاب هي بالرصاصة... فجأةً يستيقظ الأب من الحلم أو الكابوس من دون أن نعرف متى نام أو متى بدأ الحلم!

الفيلم عبارة عن خلط وتسطيح، تداخل مع الصفعات والإسفاف، وركاكة سيناريو وضعف إخراج.

العجيب أن يقال إن سيناريو الفيلم وحواره لمحمد الأوشطي، وفكرته لمحمد حفظي، واللافت أن الفكرة مأخوذة من الفيلم الأجنبي الألماني «وداعاً لينين» الذي يصوّر أمّاً تدخل في غيبوبة، وحينما تشفى يحاول أفراد أسرتها إخفاء أمر كي لا تتعرّض لانتكاسة صحية حذر منها الأطباء، لكن شتان بين هذا وذاك أو «آخر كلام» الذي وقع بين السخف الشديد والإسفاف بلا حدود، ويطلقون عليه فيلماً، بينما هو مجرد شريط ملوّن، يضر بالمشاهدين وبالمشاركين فيه... أما بطلته مادلين مطر فهي ضحيته الأولى من دون منازع!

back to top