فيصل المسلم... احمد ربك!

نشر في 04-01-2009
آخر تحديث 04-01-2009 | 00:00
 سعد العجمي «من خصومك... اعرفك»، مقولة تذكرتها وأنا أتابع الهجمة الشرسة التي يتعرض لها النائب الفاضل فيصل المسلم منذ فترة من قبل وسائل إعلامية منها صحف ومنها محطات فضائية خاصة، شامية ومغربية الهوى والتوجه والتوجيه أيضا، لكنها في النهاية ورغم ذلك كله اتفقت على تشويه صورة المسلم.

إحدى المطبوعات بات «أبو علي» يملك حقوق الطبع في صفحتها الأولى، فإن لم تجد عنه ما يستحق التلفيق والبهتان فقد تحتجب عن الصدور ذلك اليوم، وتعتذر لقرائها «التسعة»، وهم طاقمها الثمانية والموزع.

مقابل ذلك فإن المحطة التلفزيونية تلك، على استعداد أن تكلف كوادرها جميعهم للبحث في المدونات والمواقع الإلكترونية، حتى لو تطلب الأمر الذهاب إلى المريخ أو زحل، علَّها تجد ما يسيء إلى فيصل المسلم لتضعه في شريطها الإخباري الذي تعرضه لمشاهديها أسفل الشاشة.

بالعودة إلى مقدمة المقال... فإنني أقول، ليحمد فيصل المسلم ربَّه صباح مساء، لأن هذه النوعية من وسائل الإعلام هي خصمه، فبعض الخصوم يضع على رأسك تيجان الشرف والبراءة والنزاهة من حيث لا يشعر، وبخصومته لك يمنحك وسام العزة ونظافة اليد.

واضح أن المسلم يدفع ثمن جملة من المواقف السياسية التي قفزت به إلى المركز الأول في الدائرة الثالثة خلال الانتخابات الماضية، فهو لم يتقاعس يوماً عن أي استحقاق سياسي كبير سواء على صعيد التشريع أو الرقابة، حتى حين تحدث البعض عن مصلحة مشتركة تجمعه بوزيرة التربية نورية الصبيح قوامها ترخيص لجامعة خاصة لمصلحة النائب، صفع المسلم ذلك البعض بسؤاله البرلماني للوزيرة عن عدد الجامعات الخاصة وأسماء أصحابها ، وهو السؤال الذي لم تُجب عنه الوزيرة حتى الآن حسب علمي!

فيصل المسلم ليس ملاكاً، ولا هو من دون أخطاء، وليس خاليا من العيوب، فهو ونحن في النهاية بشر، لكن أن يتهم الرجل بالتمصلح أو التنفيع فتلك أمور لا وجود لها إلا في مخيِّلة كاره للمسلم، أو حاقد عليه، أو مسَّير من غيره للهجوم على نائب اشتهر بصراحته وحزمه فهو يكره المواقف الضبابية.

لست هنا بصدد التذكير بمواقف المسلم فالحديث عنها سيكون من باب مضيعة الوقت، لكنني أود القول إن توزيع التهم وتشويه السمعة أمور سهلة إذا فقدت المهنية وطغى الفجور في الخصومة، أما الأصعب فهو اثبات ذلك بالأدلة والحقائق، لا بقلم «المحرر السياسي» في الصفحة الأولى، أو بـ «مسج» مجهول المصدر أسفل الشاشة، فهذه تكسب المسلم مزيداً من التعاطف وتعزز من شعبيته وتحشد له أعداداً أكبر من المتعاطفين، لأن الأمر هنا يندرج تحت قول الشاعر، واذا اتتك مذمتي من ...!

عموما سبق لي أن كتبت قبل الانتخابات الماضية، ما مفاده أنني لا أتخيل برلمانا من دون فيصل المسلم، اليوم وفي ظل هذه المرحلة الحرجة التي يوشك فيها مجلس الأمة أن يتحول إلى مؤسسة تابعة لمجلس الوزراء، أقول إنني لا أتخيل حياة سياسية من دون فيصل المسلم.

* * *

الزميل الدكتور خالد المريخي ذكَّرني قبل يومين بجملة قلتها في مقال لي عن المصفاة الرابعة بعنوان «العليم واللعبة الكبيرة» كتبته في 20/ 8/ 2008، وهي: «أنا متأكد أن الوزير الفاضل محمد العليم لن يكون في منصبه عند حلول الأول من يناير عام 2009، لكنني لست متأكداً من أن البرلمان سيكون مستمراً في أعماله، أم أنه قد يُحل قبل ذلك التاريخ»... نعم يادكتور خالد رحل العليم لأنه لم يُجِدْ اللعب مع الكبار جيدا.

back to top