أكتب هذا المقال بعد أن أدليت بصوتي في إحدى مدارس منطقة «الصباحية» حيث قيدي الانتخابي، ورقتي التي وضعتها في صندوق الاقتراع مجرد ورقة لا تتجاوز قيمتها 50 فلساً، فيها أربع إشارات (صح) خُطت بقلم سعره 100 فلس، لكنها في الواقع، مع عشرات الآلاف من الأوراق الأخرى، ستحدد مستقبل هذه الأمة، وسترسم ملامح غدها، وكيف سيكون.

Ad

سينشر هذا المقال صباح يوم الأحد وقد أغلقت الصناديق وأُعلنت النتائج، فعلى أي صباح ستصحو يا وطني؟ ترى لمَن صوت أبناؤك؟ للطائفة والقبيلة والفئة، أم للفكر والطرح، أم للعرق والمذهب، أم للكويت الوطن والموطن؟ فكيف هو نهارك اليوم يا «وطن النهار»؟

لا يختلف اثنان على أن المجلس الجديد يعد واحداً من أهم المجالس في تاريخ الكويت، نظراً للمرحلة المفصلية التي تمر بها ديمقراطيتنا إثر حملة التشويه المتعمدة التي تتعرض لها من قبل بعض الأجهزة الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية التي تواصل حملة «التكفير» بالممارسة الديمقراطية بوجه عام. لذا فإن مخرجات العملية الانتخابية هذه المرة، هي في الواقع تقف على مفترق طريقين لا ثالث لهما، إما انتكاسة للعمل البرلماني، وإما قفزة خارج دائرة التأزيم التي تعيشها الكويت منذ فترة ليست بالقصيرة، وهذا كله مرتبط بالمخرجات الانتخابية التي حددها الناخبون أمس.

اليوم ستتضح الصورة كاملة حول ما إذا كان أعداء الديمقراطية قد نجحوا في غرس اليأس في قلوب أهل الكويت، وأثروا على نسبة مشاركتهم في الاقتراع، اليوم ستنجلي الحقائق عما إذا كان الناخبون قد ردوا الدين لمَن كانت مصلحة الكويت خلال مسيرتهم السياسية همهم الأول. اليوم من المتوقع أن يكون حماة المال العام والمكتسبات الشعبية والمدافعون عن الدستور قد تلقوا تحية من الناخبين تُرجمت في الصناديق.

لا نعلم ماذا أخرجت لنا صناديق الاقتراع، لكننا في النهاية نحترم قناعات الأمة وخيارات الشعب، لأننا مؤمنون بالديمقراطية حتى إن جاءت نتائجها على غير ما نشتهي، في المقابل أتمنى أن تكون إفرازات الدوائر الخمس قد واكبت آمال وتطلعات مَن راهن عليها كخطوة إصلاحية، إن لم يكن من أجل ديمقراطيتنا، فعلى الأقل من أجل أولئك الشباب والشابات الذين نزلوا إلى ساحة الإرادة وفرضوا واقعاً جديداً من العمل السياسي، من أجل الكويت، فعلى أي صباح صحوت اليوم يا وطني؟