الخطيب ومسجد شعبان وأنصاف الحقائق!
![حسن مصطفى الموسوي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/231_1688321617.jpg)
أما حديث الدكتور عن احتمال حدوث مواجهات مع قوات الأمن في الندوة الأخيرة وبأنه أنقذ الموقف عبر توجهه إلى المسجد والتحدث إلى الحضور وتهدئتهم، فأيضا كلامه غير دقيق. فلم يكن هناك أصلا توجه لدى الحضور للتظاهر والاشتباك مع قوات الأمن حتى يأتي الدكتور لينقذ الموقف، وحتى لو كانت هناك نية للتظاهر، فما العيب في ذلك؟ ألم يكن الدكتور أحد المشاركين بدواوين الاثنين التي شهدت عدة مواجهات بين المواطنين المتظاهرين والشرطة التي ألقت عليهم القنابل المسيلة للدموع؟!ثم كيف يربط الدكتور هذه الأحداث بحديث جنرال إيراني قبل ذلك بعشر سنوات عن احتمال تدخل إيران لحماية الشيعة في الكويت؟ وكيف للدكتور وهو السياسي المخضرم أن يصدق مثل هذا الكلام السخيف؟! فالشاه المقبور لم يكن يهتم بالشيعة في بلده حتى يهتم بالشيعة في بلدان أخرى لأنه كان مجرد أداة لتطبيق المشروع «الصهيوأميركي» في المنطقة. ولو افترضنا أن هواجس الدكتور في محلها وأن الأطماع القومية لا تتغير بتغير الأنظمة، فهل كان يعتقد الدكتور أن الجمهورية الإسلامية «التي لم يمض على تأسيسها سنة واحدة آنذاك» كانت «فاضيه» إلى هذا الحد لكي تغزو بلداً آخر بالرغم من التحديات والمؤامرات الداخلية التي تواجهها والتوتر بينها وبين عراق صدام حسين ومحاولة أميركا وأد الثورة من بدايتها؟! من ناحية أخرى، فبينما كان الدكتور يذكر في مذكراته أسماء الشخصيات المشاركة في الأحداث التي تناولها، لم يذكر أسماء الشخصيات سواء المنظمة أو المتحدثة بهذه الندوات مثل سيد أحمد المهري سيد عدنان عبدالصمد ود. محمد نصير ود. منصور غلوم ومصطفى غلوم وخالد خلف، وفي ذلك إجحاف للدور البارز التي لعبته هذه الشخصيات وغيرها في المطالبة بعودة الحياة الدستورية في البلاد. كما لم يتطرق إلى تضحيات عائلة السيد عباس المهري والظلم الذي تعرض له أفرادها بسحب جنسياتهم وتسفيرهم، فكل ما فعله الدكتور الخطيب هو اختزال أحداث مسجد شعبان بشخصه، وكأن حماية الدستور والمطالبة بالديمقراطية والحريات هي (ماركه مسجلة) باسم الليبراليين دون غيرهم، بينما كانت أحداث مسجد شعبان تظاهرة وطنية جمعت السنة والشيعة والمتدينين والليبراليين تحت سقف واحد.