لافتات دول الغبار
لا فائِدَهْ.
كُلُّ بَغِيٍّ أصبحَتْ تُدعى، بفضلِ جُهدِها، مُجاهِدَهْ! وأصبحَ ابتذالُها بَذْلاً وَسُمّيَتْ بهِ للمكرُماتِ رائِدَهْ! وصارَ حتّى عُرْيُها زِيّاً يُضاهَى بثيابِ الماجِدَهْ! لا فائدَهْ. أصبحَ أعتى مُجرِمٍ لو نَزَلَ الحَدُّ بهِ يُدعى شَهيداً ولَهُ في كُلِّ قلبٍ شاهِدَهْ! وصارَ كُلُّ سارِقٍ للمالِ والأرضِ أميناً مُصلِحاً يَستوجِبُ التأييدَ والمُسانَدَهْ وتُقطَعُ اليَدُ التي تَقطَعُ بالحَدِّ يَدَهْ! لا فائدَهْ. هذي النّطائِحُ التي في عَفَنٍ مُمَدَّدَهْ تَعَفَّنَ الموتُ على مِيتَتِها المؤبّدَهْ. فأيُّ جَدوى للعَقاقيرِ؟ وما النفعُ بربْطِ الأضمِدَهْ؟ لا فائِدَهْ. قد كانَ يُرجى بُرؤها لو هِيَ كانتْ فاسِدَهْ. لكنّها هِيَ الفَسادُ نَفَسُهُ والمَفسَدَهْ! وكانَ يُرجى أن تَرى أو أن تُصيخَ السَّمْعَ أو تَنطِقَ لو كانتْ صخوراً هامِدَهْ. لكنّها هِي العَمى والصَّمَمُ المُطلَقُ والبَكامَةُ المُجرّدَهْ! *** يا دُوَلاً قد كانَ أقصى مَجْدِها أنِ استحالَت نُكتَةً تَضحَكُ مِنها القِرَدَهْ يا خُشُباً مُسَنّدَهْ سَوفَ تَطيحينَ غَداً واحِدَةً فواحِدَهْ واستَبشري ألاّ تُبادي أبداً.. فَأنتِ أصْلاً بائِدَهْ!