تأييداً لما قاله القرضاوي!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وبالطبع فإن وجهة النظر هذه لم يحالفها النجاح فقد تدخل الإمام الخميني في اللحظة الحاسمة، وأكد ان الدستور «القانون الأساسي» يجب ان يتضمن نصّاً واضحاً وصريحاً على ان دين الدولة هو الإسلام على المذهب الجعفري الإثني عشري، كما أكد ضرورة ان تكون هذه «الثورة» ثورة دائمة وأن يجري تصديرها بالتبشير المبرمج والمدعوم وبالقوة... وهذا هو الذي حصل منذ اللحظات الأولى والذي يحصل الآن وجعل الشيخ يوسف القرضاوي يطلق هذه الصرخة المدوية ويقول هذا الذي قاله. لكن ورغم إسقاط وجهة نظر الذين نادوا بضرورة ان تكون الثورة الخمينية ثورة إسلامية شاملة والذين أبدوا اعتراضاً على ان ينص «القانون الاساسي» على ان يكون دين الدولة هو الإسلام على المذهب الجعفري الإثني عشري فإن الرأي العام الإسلامي، إن ليس كله فبأغلبه، بقي يؤيد هذه الثورة وبقي يدافع عنها حتى في ذروة حرب الخليج الأولى، ورغم إصرار طهران «الجديدة» على فارسية الجزر الإماراتية الثلاث فإن الفتنة بدأت بين المسلمين تطل برأسها على نحو يذكر بالمواجهة العثمانية - الصفوية المعروفة. لقد بقي المذهب الشيعي يتعايش مع أخيه السني تحت الراية الإسلامية الواحدة سنوات طويلة الى أن ظهرت «الصفوية» متسلحة ببدعة «ولاية الفقيه» الى ان جاءت الثورة الخمينية لتجدد هذه الصفوية ولكن بحركية أفضل وبإمكانات مادية أكثر الى أن بدأت عمليات «التشييع» تأخذ الطابع السياسي الخطير، وهو ما أثار حفيظة الشيخ القرضاوي وجعله يطلق هذه الصرخة المدوية.* كاتب وسياسي أردني