في المرمى تراجعت... تراجعاً... تتراجع
لم أستغرب ترشيح الحكومة لاسم النائب السابق فيصل الشايع لتولي منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة، نظراً الى ما يمتلكه الرجل من خبرة في المجال الرياضي كونه تبوأ سابقاً مناصب إدارية عدة لعل أهمها أمانة سر مجلس إدارة نادي القادسية، إلى جانب علاقاته الواسعة، ناهيك عن سمعته «اللي على قولة ربعنا المصريين زي البرلنت»، لكنني أستغرب وقد تجدون في ما سأقول تناقضاً، وقد يكون في الأحوال العادية، لكنه بلا شك ليس كذلك بسبب ما وصلت إليه بنا الحال في البلد «فهذي الكويت صل على النبي»، قلت لكنني في نفس الوقت لم استغرب نعم لم أستغرب البتة من تراجع الحكومة عن هذا الأمر «تدرون ليش؟» لأن حكومات سمو الشيخ ناصر المحمد، «اللي يسمونها غصب رشيدة» والأصح تسميتها حكومة «تراجعت... تراجعاً... تتراجع»، عودتنا أن تأتي بكل ما يرضي الطموح ومع «شوية ضغط أو بعض الأحيان ابتزاز» تتراجع عنه والشواهد كثيرة ولست في صدد حصرها أو ذكرها في هذا المكان. وبالرغم من أنني مؤمن بأن فيصل الشايع قادر على إعطاء قيمة مضافة لإدارة الهيئة التي تعاني سوءا في الإدارة مع سبق الإصرار والترصد، وهي شريك رئيسي وحقيقي في ما آلت إليه الأوضاع الرياضية في الأندية والاتحادات وخصوصاً أزمة اتحاد كرة القدم وتعليق النشاط الدولي، فإنني أجد نفسي مضطراً الى تهنئة فيصل الشايع مرتين، الأولى: على موافقته قبول تولي المهمة رغم معرفته المسبقة بما قد يواجه، وهو موقف وطني نبيل منه، والثانية: على تراجع الحكومة عن الفكرة، وبالتالي هي من حيث لا تدري حمته من أن يكون ضحية كغيره ممن تولى مسؤولية إدارة الهيئة دون رضا «شلة الفساد»، فكان عرضة للمؤامرات والهجوم الذي كان يعد له من لحظة إعلان اسمه كمرشح لتولي المهمة من قبل «التباعة والصبيان» الذين لم نسمع لهم صوتاً واحداً في انتقاد الهيئة طوال فترة تولي «جماعة الريموت كنترول»، لأن طويل العمر سعادة الرئيس «ابو التكتل» راض باعتباره هو من أتى بهم، لذلك اقول قد نكون خسرناك «يا بوفهد» في هذا المكان، لكنك دون شك كسبت نفسك من تقوُّل بعض باعة الضمير عليك، وقد يظن البعض أنهم أبعدوك لكنهم بالتأكيد أثبتوا للجميع أنهم لا يثقون إلا في «الصبيان والفداوية».
بنلتي بما أن الحكومة تتفنن في عقد الصفقات ولا تنفذ مطالب إلا من يهدد باستجواب رئيسها، فما على النواب المطالبين بتطبيق القوانين الرياضية إلا تقديم استجواب لسمو رئيس الوزراء «وعقبها كالعادة أقص إيدي إذا ما تراجع هو مع وزيره عن تقديم التعديلات ودوروا مخرج ويمكن يختمونها بلجنة دراسة ملاحظات وتنفيذ توصيات».