إسرائيل... والعلاقات مع إيران!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كانت وجهة نظر مستشاري نتنياهو، الذين معظمهم من أصول إيرانية، أنه لاستكمال خنق العراق ولتقاسم النفوذ في هذه المنطقة بعيداً عن العرب واستثناء أي دور لهم لابد من استعادة تفاهم حرب الخليج الأولى، إذ بلغ الاهتمام الإسرائيلي بدولة ما بعد انتصار الثورة الإسلامية حدّ تزويدها بالسلاح مباشرة وحد الضغط على الولايات المتحدة، لمدها بما تحتاج إليه من ذخائر وأسلحة متطورة ضرورية لمنع انهيارها لبديل سيكون حتماً من حلفاء الاتحاد السوفييتي، الذي كان لايزال في ذلك الوقت على قيد الحياة ولم ينهر بعد. فهل ان بنيامين نتنياهو، في حال يرسو عليه «عطاء» تشكيل الحكومة الجديدة ويشكلها فعلياً، سيعود إلى ما كان نصحهُ به مستشاروه في عام 1996 عندما كان رئيساً للوزراء، ويفتح قنوات التفاهم الخلفية مع طهران ليكون اللاعبون في هذه المنطقة ثلاثة فقط هم: إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية؟! لاشيء مستغرباً على الإطلاق وفي السياسة كل شيء جائز، لكن ومع استبعاد أي احتمال فإنه لابد من تقدير هذا الموقف على أساس مستجدين مهمين هما،الأول: ان عراق اليوم هو غير عراق الأمس، وأن هذا العراق الجديد بات لا يشكل أي خطر على إسرائيل في المدى المنظور على الأقل. الثاني: ان عامل تطور القدرات النووية الإيرانية بات يشكل عقبة كأداء بالنسبة الى أي تفكير بالعودة الى فتح القنوات السرية الخلفية مع طهران، وهذا معناه ان أي مسؤول إسرائيلي في هذه المرحلة المستجدة لن يكون بإمكانه القفز من فوق هذه العقبة، حتى وإن راودته فكرة ضرورة إقصاء العرب عن المعادلة المستقبلية لهذه المنطقة، ليصبح اللاعبون ثلاثة فقط هم إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأميركية.