تنشغل وزارة الداخلية فى الصيف بمشاكل الشباب الناتجة عن الفراغ، في حين تتخلى جهات أصيلة عن هذه الفئة فتكون الجرائم والجنح وحوادث الوفيات، وفي ظل ضعف الاهتمام بالشباب من قبل الجهات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص سوف ندور في دوامة تتكرر في الأشهر الثلاثة الساخنة طقسا واجتماعيا، فهل من عمل لاستغلال هذه الطاقات المهدورة؟ أول العمود: شكراً للمحامي خالد العبدالجليل على إثارته قضية أبناء الكويتيين المهملين في مصر... لكن يا ترى كم من أبناء كويتيين مهملين في بلدان أخرى غير الشقيقة مصر؟
***
مشكلة الفراغ الكبير الذي يعانيه الشباب من الجنسين في أثناء العطلة الصيفية يجب الانتباه إليها جيدا، فهي مشكلة تتجدد كل صيف، وتؤرق أسرا كثيرة مدة 3 شهور، وتبدأ من يونيو وتنتهي في سبتمبر من كل عام. وتنقلب هذه الفئة من حال إلى أخرى، نوم في النهار وسهر وتسكع في الليل حتى ساعات الصباح الأولى، وارتباك في نظام الغذاء، وساعات تذهب هباء. يقدر إحصاء الهيئة العامة للمعلومات المدنية هذه الفئة «الأعمار من 10 إلى 19 سنة» بـ241.5 ألف شاب وشابة. وهو عدد كبير وضخم، أي حوالي ربع السكان، وهي فئة مهمة يعول عليها في بناء الوطن مستقبلا. وتجربة الكويت مع هذه الفئة في هذه الفترة من السنة غير مشجعة وإن كانت هناك بوادر لقيام بعض المراكز والشركات التجارية من القطاع الخاص للاستفادة من طاقات هؤلاء الشباب، كالعمل في قطاع الوجبات السريعة أو المقاهي أو المراكز التجارية المعروفة، لكن يبقى أن استيعاب هذه الجهات محدود، ويتطلب هذا الوضع ابتكار أنشطة محببة لروح الشباب في جهات أخرى تستوعب هذا الكم الكبير، وبالطبع فإنه ليس بمقدور كل أسرة «خطف» أبنائها من الشهور الثلاثة اللاهبة والسفر بهم إلى الخارج، إذ إن هناك أسراً كثيرة لا تستطيع تحمل تكاليف سفر جميع أفراد الأسرة، وحينها يقع المحظور ويواجه الشباب فترة الصيف من دون إعداد.
وزارة الداخلية تتورط سنويا مع هذه الفئة الغالية علينا جميعا، فتحدث الجرائم والحوادث والوفيات وتنشغل أجهزتها المعنية بمصيبة الفراغ. وتكشف إحصاءات وزارة العدل المتعلقة بقضايا الأحداث صدق ما نقول، ففي أشهر يونيو ويوليو وأغسطس تكثر الجرائم والجنح التي يقترفها الشباب، ففي عام 2006 كان مجموع قضايا الأحداث الواردة إلى النيابة العامة 452 قضية، وزادت في العام 2007 إلى 545 لنفس الفترة.
أمام ذلك نجد من المهم أن تتضافر جهود الدولة والقطاع الخاص لخلق برامج لكل صيف ينخرط فيها الشباب في أعمال مفيدة مقابل أجر شهري، فتكون الاستفادة الحقيقية من أوقات الفراغ التي تقود في أغلب الأحيان إلى السوء.