Comic Book، هي القصص الهزلية التي غالباً لا تمت إلى الواقع بصلة، وتكون موجهة إلى صغار السن، وقد كانت البداية الفعلية لهذا النوع من القصص في ثلاثينيات القرن الماضي، ولعل أبرز شخصيات هذه القصص على الإطلاق هي شخصيات مثل «سوبرمان– باتمان– سبايدرمان... وغيرها».

Ad

بأمانة، فقد أصبح ما أود أن أكتبه كل أسبوع للقرّاء الكرام صعبا للغاية، فلقد تحوّل كل شيء في هذه البلاد إلى Comic Book لا يمكن لعقل بشري أن يصدق بأنه واقعي ويحدث في هذا الزمان.

فقد بات من يطالب بحقوق الإنسان وتحقيق الحرية والمساواة عاصياً ومرتداً ويجب شنقه، ومن يطالب بالبهجة والسرور لأبناء الكويت منحلاً، لقد تحوّل كل شيء في الكويت إلى قصة هزلية لا يمكن لعقل أن يراها مصوّرة على أرض الواقع ما لم تكن هناك مؤثرات وخدع سينمائية لتصويرها.

هل يمكن لعقل أن يستوعب بأن هناك بلداً ما يسخر ممن يسعى إلى تطبيق قانون البلد؟ وهل يمكن لكائنٍ من كان أن يصدّق بأن «حدس» أصبح همّها الدفاع عن المال العام؟ وهل يمكن أن يتقبل فرد ما أن لصوص الناقلات هم من يتحدثون عن وجوب حماية الأموال العامة؟ من يصدّق أن من يطالب علانية بتبديد الأموال العامة كبورمية مثلاً بأن يكون سوبرمان قصة الكويت، وأن تكون حشود المؤيدين له أكثر من قوّات تحالف تحرير الكويت؟

من يصدّق أن إعلام الكويت الأول في المنطقة بات يمثله «بوعيدة» و«بوخرشد»؟ وأي عقل ذي خيال جامح ذلك الذي يتقبل أن يطمح الشارع الرياضي الكويتي إلى أن يحقق التعادل، فقط التعادل، مع فريق كان قد هزمه في السابق بثمانية أهداف نظيفة؟ وأي كويت هذه التي يُقسِم بعض أبنائها لمصلحة من طالب بخادمة كويتية تعمل في البيوت في فترة الغزو العراقي؟

كويت معركة الجهراء ضد التشدد الوهابي هي نفسها الكويت التي صوتت لهايف ليمثل الأمة الكويتية؟ كويت فاطمة حسين وأولى المبتعثات إلى الخارج هي نفس البلد الذي يعتدي فيه شباب على طالبات المعهد التجاري لعدم إعجابهم بلباس بعض الطالبات؟ كويت أسرار القبندي ووفاء العامر هي نفس الكويت التي تفرض قانوناً للباس المحتشم على شابات الكويت؟

كويت التعددية والحوار المذهبي الراقي هي نفس الكويت التي تجنّد داخليتها كلها لحماية الحسينيات في محرّم، خوفاً من أن يحدث شيء ما؟ كويت سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وحياة وسعاد هي نفس الكويت التي لا تملك مسرحا واحدا؟ كويت عوض دوخي وعايشة المرطة وعبدالكريم هي نفس الكويت التي تقام حفلاتها في صالة التزلج، هذا إن سمح لها النوّاب بإقامة الحفلات أصلا؟

الكويت التي يقطن ساكنوها على 6% من أراضيها فقط هي نفسها التي تمنح أبناءها أراضي بحجم 350 مترا مربعا بعد 15 عاما من زواجهم؟ كويت يوسف بن عيسى الجناعي عميد التعليم هي نفسها الكويت التي فيها جامعة حكومية واحدة في 2009؟

أي قصة هزلية سخيفة تلك التي جعلت كل الخيال واقعاً، مازلنا نعيشه ونشاهده أمام ناظرينا يوماً بعد يوم؟