فيلم «مباشر من بغداد» أو «Live From Baghdad» يحكي قصة مراسلين لمحطة CNN العالمية أثناء حرب تحرير الكويت، وقبل أن تكون CNN فعلاً عالمية. الفيلم يحكي قصة فريق عمل الشبكة الإخبارية الذي كان يعمل من بغداد أثناء القصف الجوي للحلفاء وما قبل ذلك، فكانت هي المحطة الوحيدة التي تبث من بغداد في ذلك الوقت، وبهذا اكتسبت شهرتها العالمية التي تحظى بها اليوم، فالعالم كان يشاهد «سي إن إن».

Ad

يعرض الفيلم الصعوبات التي واجهت فريق العمل والمنتج الذي لعب دوره الممثل «المو وايد عالمي» مايكل كيتون، والذي لا أعلم لماذا «ما طقها» كبراد بيت أو جورج كلوني رغم أن أفلامه ممتعة. يستعرض الفيلم كيف كانت وزارة الإعلام العراقية ترافق فريق العمل وتحدد ما يمكنه عرضه وما لا يمكن أن يعرض، كما يحصر كل التنقلات والأحاديث والمقابلات للحفاظ على صورة معينة للعراق في ذلك الوقت ليست بالضرورة الصورة الحقيقية لبلد يعيش تحت حكم صدام حسين.

هذا الأسلوب الذي اتبعه العراقيون مع الشبكة العالمية هو الأسلوب نفسه الذي كان يتبعه الاتحاد السوفييتي الذي كاد ينفي حادثة تشرنوبل، إحدى أكبر الكوارث النووية التي عرفها العالم، وهو الأسلوب نفسه الذي مازالت تتبعه الصين التي تعاني الآن ويلات الانفتاح من جراء أولمبياد بكين التي ستجرى أواخر هذا الصيف وتوجه عدسات وعيون الإعلاميين عليها وعلى الأوضاع المعيشية فيها والاضطهاد وقمع الحريات.

في الصين، تنازلت غوغل عن مبادئها وصنعت محرك بحث خاص «مفلتر» للصينيين، يتحكم بالنتائج التي تظهر لكل من يدخل غوغل من داخل بلاد التنين الآسيوي (حلوة بلاد التنين). وفي العراق، رأينا نتائج النظام القمعي والحجر على المواطنين، كما رأينا النتائج في الاتحاد السوفييتي، ونراها في دول أخرى في جوارنا فالصورة الإعلامية عنها لا تعكس الواقع، وكلما كبر العالم وتعددت وسائل الاتصال يكثر في هذه البلدان من يعتقد أنه يستطيع أن يتحكم بالعالم، ويُبقي الناس ليشاهدوا تلفزيوناً لا يأتي إلا بقناتين بواسطة «إيريال» (هوائي) فوق السطح يستمتع الصغار بإدارته اعتقاداً بأنهم سيحصلون على صورة أفضل دون النظر إلى محتوى هذه القنوات التعيسة!

في صحف الاثنين، صرح النائب محمد هايف بالآتي «لم يكن الإنذار الذي وجهته وزارة الإعلام لقناة LBC كافياً، فالمطلوب لائحة واضحة يتم من خلالها معرفة الفعاليات التي تجريها أي وفود إعلامية زائرة»، وأُكمِل نيابة عن النائب المحترم لأقول «المطلوب مرافق لكل وفد إعلامي، يراقبه ويحافظ على سمعة البلاد، لأن الزين عندنا والشين حوالينا!».

عزائي أن القمع في العراق أظهر لنا محطة CNN كشبكة إخبارية عالمية، ونخشى أن يؤدي القمع في الكويت إلى إبراز قناة المجد الفضائية كإضافة جديدة إلى عالم الإعلام!