نشرت جريدة «الآن» الإلكترونية خبرا في الأيام السابقة مفاده أن 12 مرشحا يتنافسون على فرعية قبيلتين من القبائل، وهو خبر أصبح طبيعيا في هذه الأيام، فالمجرمون يتفاخرون بجرمهم بل يعلنونه قبل ذلك بأيام دون أدنى مشكلة، والصحف تتسابق لنشر الخبر سواء كان من باب نقل الأخبار أو نشر الدعوة لأبناء تلك القبائل للمشاركة في الفرعيات.

Ad

وعلى الرغم من استغرابي من هذه الجرأة التي يملكها البعض في الإعلان المسبق عن جرائمهم، والذي لا يختلف أبدا عن إعلان لبيع الخمور داخل الكويت، بحكم أن الأمرين يعتبران جريمة يعاقب عليها القانون، فإن ما أثار سخطي وغضبي بشكل أكبر هو تلك التعليقات على ذلك الخبر، والتي أمنّي النفس بأنها مفبركة وغير حقيقية.

إليكم بعضا منها:

- «يستاهل فلان الفلاني رجل كفو ورجل خدمات وسياسي محنك وما قصر مع القبيلة وإن شاالله إنه الأول بإذن الله».

- «الله يوفقك يا فلان ارق سنود طال عمرك علومك طيبة عند الرجال والأصحاب، وما قصرت في الخدمات في الفحص الفني، والحين اللي ما يعطيك صوت ما عنده سالفة، إنت فلان راعي الفزعات».

- «نبيها تحالف القبيلة (أ) مع القبيلة (ب) وبس اثنين (أ) واثنين (ب) وما نبي الباقي وما نبي ناس أقل منا وينجحون علينا نفس العام الماضي القبيلة (ج) أقل منا، ونجح فلان، واليوم تسمعون (أ) و(ب) تحالف جديد بالمنطقة اثنين باثنين، وأنا راح أعمل على هذا، وراح أنشر الفكرة كل يوم، وراح أوصل للمرشحين، بس ما نبي أحد ويانا (أ) و(ب) الدائرة الخامسة التحالف الجديد انشر بسرعة، واللي ما يسمع يسمع، أنا جايكم بالفكرة، أنا اللي أخطط».

- «يا فلان الفلاني والله إن حنا ما نعرفك، ولا قد شفناك، واللي يشفعلك إنك من الفخذ الفلاني والمرشح الآخر، اعلومه طيبة، وإنت استريح».

لقد قمت بالتصرف في بعض التعليقات تلافيا لذكر الأسماء، ولن أستطيع أن أغطي التعليقات التي تفوق الخمسين وأغلبيتها بنفس مضمون إعلاء صوت القبيلة على الوطن!!

بأمانة أنا لا أستهجن ما لا أستطيع أن أعبر عنه بشأن تلك التعليقات سوى أنها تفتقر للحياء، بل إن ما يحزنني هو الإجابة عن التساؤل التالي: هؤلاء المعلقون قضوا أياما وشهورا وسنوات في مدارس الحكومة، فأين كان دور التربية والتعليم في تهذيب معتقداتهم الفئوية؟

المشكلة لم ولن تكون مع أفراد أبدا، بل مع مؤسسة حكومية تجاهلت عمدا التربية الوطنية لتحقيق أغراض بائسة ندفع ثمنها اليوم جميعا، بئساً لهكذا مؤسسة تتعمد الانتقاص من قدر الوطن.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء