تعاون مع الشباب وغنّى الموشّح الديني صالح الحريبي... حامل لواء الأغنية العاطفيّة
من أشهر الأصوات الغنائية التي ظهرت على الساحة المحلية في الستينات. استمر عطاؤه أكثر من 40 عاماً، وما زال متواصلاً مع جمهوره عبر الحفلات الغنائية التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة، والجلسات الغنائية التي يصوّرها التلفزيون بين حين وآخر. إنه الفنان القدير صالح الحريبي.ولد الحريبي في مدينة الكويت 1945، برزت موهبته الغنائية منذ أن كان طالباً في مدرسة الخليل بن أحمد الابتدائية في منطقة كيفان 1962، حيث كان عضوا فاعلاً في النشاط الموسيقي الذي تقيمه المدرسة.
سجل عام 1963أول أغنية له في استديو الموسيقى في الإذاعة الكويتية مع الفرقة الموسيقية، بعنوان «ليش بس يعني»، من ألحان الفنان يوسف المهنا.بعد ذلك استمر في الغناء، خصوصاً في الإذاعة الكويتية التي لم تكن تسجّل أو تذيع سوى للفنانين المُجازين في الكلمة واللحن والغناء. من الأغنيات التي بدأ فيها مشواره الفني أغنية بعنوان «أعز كتاب وصلني»، من كلمات سلطان عبدالله السلطان وألحان المهنا. من أكثر أغنيات الحريبي التي نالت حظوة عند الجمهور، «برق تلالى»، من كلمات عبدالمحسن الهزاني وألحان المهنا، و«يا صاحبي»، من كلمات الشاعر صقر النصافي واللحن تراثي، و{هب الهوى وناداني»، من ألحان عبدالرحمن البعيجان وكلمات الشاعر منصور الخرقاوي.الأغنية العاطفيّةيعد الحريبي من المطربين الذين حملوا لواء الأغنية العاطفية منذ بداياتهم الغنائية. كانت بدايته متزامنة مع بداية تطوير الأغنية الكويتية، ولم يسبقه في هذا المجال سوى قلة من المطربين، أمثال: شادي الخليج، عوض دوخي وغريد الشاطئ.من الأغنيات العاطفية التي تألق فيها في بداياته: «هب الهوى وناداني» و»اسمك حبيبي» و»تحريتك» التي كتبها المهنا ولحنها، من كلماتها:تحريتك سنين طويلة وأنا خايف قلبك نسانيعلى شوفتك كل يوم وليله اعد الدقايق والثوانيمن أغنياته العاطفية في السبعينات، «فكرت وايد»، من كلمات الشاعر علي الربعي وألحان عبدالحميد عيسى، يقول مطلعها: فكرت وايد بهذا اليوم شهديلكيا منيتي والعمر محتار شعطيلكأنت كبيرة في عيني والهدايا صغارما شفت أحسن من الإخلاص أهديلكرحلة إلى مصرفي الستينات، كان الحريبي في القاهرة لقضاء إجازته السنوية، فاستغل وجوده هناك لتسجيل أغنية «أيامي راحت»، من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان الموسيقار محمد الموجي. في الفترة نفسها سجل أغنية من كلمات الشاعر علي الربعي يقول مطلعها: «من زمان قلبي يحبك من زمان».في السبعينات، عُرضت عليه أغنية بعنوان «يا صلاة الزين» وهي أغنية مصرية قديمة، ولأنه كان معجباً بها فقد غناها في الإذاعة والتلفزيون، لكن بأسلوبه الخاص، وقدمها في أكثر من حفلة ومناسبة على خشبة المسرح، وقد حققت له نجاحاً كبيراً ليس في نطاق الكويت فحسب بل تجاوزت ذلك إلى دول خليجية وعربية مجاورة.في الثمانينات، سجّل الحريبي مجموعة من الأغنيات التي قدمها عبدالوهاب سابقا، جاء ذلك بعد الاتفاق الذي تمّ بينهما في القاهرة، وسبق للحريبي أن غنى بعض أغنيات عبدالوهاب وحققت نجاحاً فنياً كبيرا.الأغنية الدينيّةعُرف الحريبي باهتمامه بالتواشيح والغناء الديني. يرجع ذلك إلى عمق ثقافته وإحساسه المفرط بالمقامات الموسيقية، ومعروف أن التواشيح الدينية تمتاز بثروة من المقامات وحبكة الصنعة الفنية، كالتنقل من مقام إلى آخر، والتفاعلات المدروسة في الجمل الموسيقية. برز اهتمامه بالغناء الديني في بداياته الفنية، لكنه ازداد تعلقاً بالابتهالات والتواشيح في الثمانينات بعد أن قلّل اهتمامه بالأغنية الوطنية. سجل عام 1980 أغنية «يارسول الله» من كلمات محمد عفيفي وألحان حسين آمين، يقول فيها:رسول الله ما أندى ورود العفو في كفيكملأت ربوعنا مجداً بما أوحى الله إليكشارك الحريبي عام 1987 مع عبدالكريم عبدالقادر وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل ومصطفى أحمد في عمل غنائي ديني كبير، كتبه الشاعر يعقوب السبيعي ولحنه الفنان القدير يوسف المهنا. من كلماته:صلوا على أحمد يالحاضرينألف الصلاة على نبيناالأغنية الوطنيّةفي مجال الأغنية الوطنية، قدم الحريبي أعمالا عدة منها أغنية «حبيب الشعب»، كتبها الشاعر الشيخ خليفة العبدالله الخليفة الصباح ولحنها سعيد البنا. يقول مطلعها: والله بحبك حبماكو أبد مثلهحبك عظيم في القلبيسوى العمر كلهوأغنية «خطاك السوء»، من كلمات ماجد المهنا ولحن عثمان السيد. يقول مطلعها: خطاك السوء يابو مبارك والكل نادىكلنا نفدي الكويت وارقابنا سدادهغناء القصيدة يُعد الحريبي من أشهر المطربين الكويتيين االذين اتجهوا إلى غناء القصيدة، فقدم كثيراً من أغنيات الفصحى في السبعينات والثمانينات. من الشعراء الذين تعاون معهم: يعقوب عبد العزيز الرشيد، الذي قدم له أغنية «سواقي»، من تلحين حسين آمين. يقول مطلعها: تثاءب الحب أم جفت سواقيهأم إننا لم نعد نحيا أغانيهعام 1983، غنى من كلمات الرشيد قصيدة بعنوان «هد خاطري» يقول فيها: لا تلومي فإننيضقت ذرعاً بمن عذلأوتظني بأننيأبعدتني يد الوجلفالندى هد خاطريوعشت به العللفي السنوات الأخيرة من مشواره الفني الطويل، غنى الحريبي لعدد من الشعراء، من بينهم: عدنان الشايجي في أغنية «زمان الحب» وعبدالله العبودي في أغنية «كوني مثل ماتبين».عثمان السيدتعاون الحريبي في حياته الفنية مع ملحنين كثر، أبرزهم عثمان السيد الذي لحن له «دارت الأيام»، من كلمات عبدالخضر عباس، و«لوبيديني» من كلمات أحمد اليتيم، و«تمنيت لو النجمة» من كلمات سليمان المرداس الذي كتب له أيضا أغنيتي «شموع الحب» و«هو حبي»، و{وعدتك» من كلمات محمد محروس، و«قولوا لحبيبي» يقول مطلعها: يا ربعي قولو لحبيبيلا يروح ويهجر ديارهلا يروح ويخلي حبايبفرحانه دايره مدارهتعاونه مع الشبابفي النصف الثاني من الثمانينات قدم الحريبي مجموعة من الأعمال الغنائية بالتعاون مع العناصر الشبابية وخصوصاً في مجال الكلمة، حيث قدم أغنية «يا قلبي من أنت»، ألحان عبدالله أبوغيث، وأغنية «من كثر شوقي»، تأليف ناشي الحربي وألحان ناجي البعيجان، يقول في مطلعها:يا حبيب العمر وينكيللي في غيابك بكيتضيعت قلبي الأمانيمن كثر شوقي وحنينيغنى الحريبي من كلمات الشاعر ماجد المهنا أكثر من أغنية، من تلك الأعمال «شيلات» وطنية من ألحان د. بندر عبيد مع هدى حسين وسارة المعتوق يقول فيها:حبيبتي يا كويتناحبيبتي يا أرضنانحبها بكل الصوروحبها الغالي كبرونفدي لها أرواحناكذلك قدم «شيلات» وطنية مع مصطفى أحمد والعنود وهدى حسين وغريد الشاطئ والمها، من ألحان صالح سلطان، يقول مطلعها:نحب هالأرض هي وبسوحبنا واضح وضوح الشمسكلنا لها كلناقلناها واعلناهاهي الحاضر وماضي الأمسمن أقواله• «أغنياتي كلها قدمتها عن اقتناع تام، لذا لا أجد هناك مفاضلة بينها». • «أحسست بعطش الناس إلى التراث والماضي. وجدت لديهم قبولاً لتراثنا العريق حينما أقدمه بشكل محبب جميل، لذا أتجهت إلى تقديم الأغنيات التراثية لأضرب عصفورين بحجر، فمن ناحية أقدم أعمالاً ذات قيمة فنية عالية، وأسعى إلى حفظ تراثنا من الأندثار من ناحية أخرى». • «كانت الأغنية الكويتية قديماً تقدم كلمات وألحاناً ذات قيمة فنية عالية وتستند على أرث مدروس».• «ثمة أصوات ممتازة، قد لا تنجح جماهيرياً، لكنها أصوات مميزة قوية، فلا بد أن تتكفل بها وزارة الأعلام». • «الفن ليس له وطن، ولا يوجد له تصنيف في بلدان العالم كله، أحب الفن للفن من دون النظر إلى المردود المادي». • «الفلكلور هو المرآة الصادقة لكل وطن عربي وهو الهوية التي تحدد ملامح هذا البلد، ثقافته وحضارته، ولا بد لكل مطرب من أن يتأثر به كي يكون مختلفاً ومتميزاً عن زملائه في أرجاء الوطن العربي».