لقد كان إطراء الزميل لي ونقده لآرائي حلواً كالعسل «اللي حاسدني عليه» من مكالمتي مع النائب السابق مرزوق الغانم، ولكنه بالتأكيد لا يضاهي حلاوة العسل الذي يقطر من تقرير الشال الاقتصادي الذي وصف المقترح بـ«الكارثة،» ولا يضاهي جمال الدرر التي نطق بها محافظ البنك المركزي عندما قال «مقترح يفلس الكويت».

Ad

في مقال 13 مارس في الجريدة ناقش الزميل عبدالمحسن جمعة فيه ما كتبته في 5 و12 مارس عن مقترح «القرض الحسن» النيابي، واستمر الزميل بنقده رصدي الذاتي فقال: إنني قررت «ألا توجد حركة تفنيش في المجتمع الكويتي» ومرة أخرى لم يكن نقل الزميل لكلامي دقيقاً، إذ لم أدّع أنه لا يوجد «تفنيش» على الإطلاق، بل قلت لا يوجد «على مستوى المجتمع ككل» أي ما نسبة المستغنى عنهم من مجموع قوة العمل؟ وهل تشكل النسبة ظاهرة عامة أم مقتصرة على شركات وقطاعات محدودة متعثرة في الأزمة المالية؟ وأليس من الطبيعي أن يكون هناك انكماش في حجم قوة العمل في الشركات المتعثرة؟ وهل يكون إنقاذ هؤلاء الموظفين بمنح قروض لكل المواطنين؟ أم باستثمار الأموال في مشاريع تنمية تخلق فرص عمل توفر لهم الأمان الوظيفي؟

ثم تساءل الزميل عن مصير بعض مشاريع التنمية بعد أن عارضتها الكتل وقبرتها في أدراج اللجان البرلمانية، واتضح أنها كانت مناورة حكومية دعائية، وردي على الزميل هو: إذا سلمنا أن الحكومة فعلاً تناور وليس لديها خطة تنمية، و«السلف» و«الشعبي»... «فعلتهم وتركتهم» فهل يعني أن تخضع الدولة لذلك، فتسلم للأمر الواقع وتوزع أموالها «كاش»؟

ثم يصف الزميل طرحي بالمتشدد، وسؤالي هنا: ما الذي طرحته ويمثل تشدداً؟ وهل من يعارض مقترحاً من حيث المبدأ، ويرى أن للتسوية فيه آثاراً سلبية على البلد يعد متشدداً؟ أعتقد أن طرحي تضمن ما يكفي من النقاش الفني والسياسي ليكون موضوعياً، فما معيار التشدد لدى الزميل؟ وإذا كان قصده أنني متشدد تجاه المال العام فليطمئن، فلا اعتراض لدي على فتح خزائن الدولة وزيادة الإنفاق إذا كان ذلك يخلق فرص عمل، ويحقق إنتاجية ونمواً اقتصادياً حقيقياً ومستداماً، ما أعارضه هو توزيع الكاش بطريقة عشوائية كما جاء في المقترح.

أما عن استعانتي بالأستاذ جاسم السعدون فلست في موقع من يقحم اقتصادياً بحجمه، فللسعدون آراء فنية لها وزنها ولا ترتبط بمصلحة في المقترح، ورأيه يَقتحِم ولا يُقحَم، ومنذ متى أصبح الركون إلى رأي المختصين يفقد الحوار موضوعيته كما قال الزميل؟ نأخذ رأي من إذن؟ الزميل يعيب عليّ «الرصد الذاتي وإعطاء معلومات دون سند» في المقال، والآن يعيب عليّ الاستعانة برأي المختصين... «شسوي بعمري يعني»؟!

لقد كان إطراء الزميل لي ونقده لآرائي حلواً كالعسل «اللي حاسدني عليه» من مكالمتي مع النائب السابق مرزوق الغانم، ولكنه بالتأكيد لا يضاهي حلاوة العسل الذي يقطر من تقرير الشال الاقتصادي الذي وصف المقترح بـ«الكارثة،» ولا يضاهي جمال الدرر التي نطق بها محافظ البنك المركزي عندما قال «مقترح يفلس الكويت».

لذلك أبشر الزميل جمعة بأن فريق الأحلام- كما سماه- انضم إليه لاعب محترف جديد هو الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح ليشكل ثنائياً مع جاسم السعدون، فعندما أبدي رأياً اقتصادياً أحاول قدر المستطاع الاستعانة بالمختصين، فهذا فريقي... ونحن بالملعب... بانتظار فريقك.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء