هل قدماه مقوَّستان أو مطويّتان إلى الداخل؟ لا تقلقي، لأنّ معظم تلك العيوب يُعتبر مرحلة نموّ طبيعيّة. إليك نظرة شاملة حول الموضوع.تتسنّى لك الفرصة، خلال الصيف والعطلات، لمشاهدة أولادك يلعبون، غالباً ما سيزورك الأهل ومعهم الجدّة... من الطبيعي أن يطرحوا الأسئلة عليك حول قدمَيْ الطفل وركبتيه وحول ما إذا كان شكلهما طبيعيّاً. يشير الإختصاصيّون بتقويم عظام الأطفال إلى أنّ «مشي الطفل ينجم عن مرحلة طويلة من النضوج العصبي، يلزمه من سبع إلى ثماني سنوات لتصحيح بنية عظامه فيتمكّن من المشي كالبالغين». بالإضافة إلى ذلك، تختفي تلك التشوّهات المزعجة تلقائيّاً في تسع حالات من أصل عشر. مع ذلك، استشيري الطبيب ليجيب عن أسئلتك.
قدماه غير مقوَّستين
1. القدم المسطَّحة
يظهر هذا التشوُّه عبر هبوط، حتّى اختفاء، قوس القدم، ما يؤدّي إلى اهتراء الحافّة الداخليّة للأحذية فيعيق المشي.
• معلومات مهمّة
من الطبيعي أن يولد بعض الأطفال بأقدام مسطَّحة. لا يظهر الجزء المنحني من القدم إلا بعد بلوغ الثانية أو الثالثة من العمر. في حال حافظت الرجل على شكلها المسطَّح والمتيبِّس، بعد عمر الخمس أو الست سنوات، من الضروري استشارة الإختصاصيّ لأنّ ذلك قد يكون ناجماً عن مرض عصبيّ.
• طريقة العلاج
لا تُعدّ طرق العلاج كافّة أمراً ضروريّاً في معظم الحالات. على الرغم من ذلك، تبيّن أنّ عدداً معيّناً من التمارين يساعد في معالجة تلك الحالات. نذكر من بينها المشي حفاة على الرمل أو على أصابع الأقدام، القفز، تحريك القدمين كما عند ركوب الدرّاجة، التقاط قلم بأصابع القدم.
2. القدم الجوفاء
يُكثر الطفل من استخدام الحافة الخارجيّة من كعب حذائه نتيجة انتفاخ شديد لقوس قدمه. لذلك، سيواجه، مع الوقت، خطر التواء الكاحل مراراً وتكراراً.
• معلومات هامّة
تظهر القدم الجوفاء بعمر الستّ سنوات أحياناً. يُفضَّل استشارة الطبيب للتحقُّق من غياب أيّ داء عصبيّ أو عضليّ، مثل ضمور العضلات myopathie، spina-bifida (شذوذ في تكوين العمود الفقري) وغيرهما، حتّى وإن كان هذا التشوّه يسري في العائلة.
• طريقة العلاج
لا تفرض القدم الجوفاء الخضوع لأيّ علاج. لا ينصح الطبيب بإجراء أيّ جراحة إلا في حال التشوّهات الشديدة في مرحلة المراهقة. شجّعي طفلك قدر المستطاع على المشي بأقدام حافية، على الرمل خصوصاً، وذلك لتعزيز بنية عضلاته وتدعيمها.
ملتفّتان
1. القدم الملتفّة نحو الداخل
غالباً ما تظهر تلك الحالة عندما يبدأ طفلك بالمشي. يسبّب هذا الأمر قلقًا للأهل، إذ يؤدّي إلى تعثّر الولد ووقوعه أرضاً.
• معلومات هامة
يولَد الطفل بقدمين ملتفَّتيْن نحو الداخل، ثمّ تعودان إلى طبيعتهما في 95% من الحالات تدريجاً خلال سنتين أو أربع بعد اكتسابه عادة المشي.
• طريقة العلاج
لا تعطي إعادة التعليم نتائج فاعلة في التخلّص من هذا الشذوذ. كذلك، لا ضرورة لاستخدام النعول أو الأحذية الخاصّة. إقلبي طفلك عندما ينام على بطنه، إمنعيه من الاستلقاء عليه أثناء اللعب، ومن أن يجلس أو يركع مباعداً بين الرجلين (وضعيّة الضفدع أو على شكل W). أمّا بالنسبة إلى الوضعيّة التي عليك تشجيعه على اعتمادها، فهي الجلوس مع طيّ الرجلين نحو الداخل.
2. القدم الملتفّة نحو الخارج
يمشي طفلك مثل «البطّة» ويستهلك أحذيته بسرعة هائلة، خصوصاً الحافّتين الخارجيّة والداخليّة منها. تظهر تلك الحالات لدى الطفل البدين.
• معلومات هامّة
يزول التشوّه في طريقة المشي المذكورة مع بلوغ الطفل ستّ سنوات من عمره. إذا بقي يمشي بقدمين ملتفّتين نحو الخارج ولم تُعالَج مشكلته تلقائيّاً، استشيري الطبيب فوراً لأنّ المشكلة قد تكون ناجمة عن ضمور العضلات.
• طريقة العلاج
لا ينزعج طفلك، عموماً، من تلك الطريقة في المشي. لذلك، تبيّن عدم جدوى ارتداء النعول الخاصّة وممارسة التمارين. أمّا بالنسبة إلى الجراحة، فلا يمكن إجراؤها إلا في حال أعاقت تلك المشية الطفل.
غير متساويتين
يُعتبر هذا التشوّه شائعاً ولا يعني بالضرورة أنّ طفلك سيكون أعرج، لأنّه يتمتّع بقدرة كبيرة على التكيّف مع وضعه.
• معلومات هامة
لا يُعتبر الفرق بين القدمين أمراً مَرَضيّاً إذا كان سنتيمتراً واحداً قبل بلوغ الخامسة من عمره وسنتيمترين في سنّ المراهقة. مع ذلك، يستدعي الأمر مراقبة متزايدة خلال نموّ الطفل، لأنّ هذا الفرق قابل للزيادة.
• طريقة العلاج
إذا لم يتخطّ الفرق بين القدمين سنتيمترين أو ثلاثة، يمكن تعويضه، في معظم الحالات، بوضع نعل داخل الحذاء. أمّا إذا تخطّى أربعة أو خمسة سنتيمترات، فثمّة خيارات بين جراحات تكمّل بعضها البعض مثل تقصير القدم الطويلة (épiphysiodèse) أو تطويل القدم القصيرة.
• تشوّهات تكوين القدم
pied-bot
انتهت أيّام ارتداء الأولاد، الذين يعانون من تلك التشوّهات، أحذية خاصّة بتقويم العظام. بات الإختصاصيّون يكتشفون إصابة الطفل بحالات كتلك عبر إجراء فحوص فوق صوتيّة له قبل الولادة. لذلك، يجرون جلسات منتظمة مع المرأة الحامل ويتابعون حالة الجنين يوميّاً ويثبّتون قدمه بعد ولادته بوسائل مختلفة (مثل التجبير والضمادات والألواح). تتيح تلك الطرق تجنّب الجراحة في حالة من اثنتين. يشير بعض الأطبّاء إلى أنّ تلك الوسائل تمهّد السبيل لوضع جهاز معيّن وضمادة قاسية (تتكوّن من الراتنج خصوصاً) في أوّل شهرين أو ثلاثة من عمر الطفل. تساعد تلك التقنيّات في تصحيح 75% من التشوّهات في تكوين القدم.
ركبتان غير مستقيمتين
1. القدمان المقوَّستان
تتباعد، في تلك الحالة، ركبتا الطفل بينما يقترب كاحلاه بعضهما بعضًا، الأمر الذي يدفع الطفل إلى المشي كراعي بقر (بقدمين على شكل O). تُعرف تلك الحالة باسم genu varum وهي غالباً ما تنجم عن نقص في الفيتامين D، بالإضافة إلى أنّها لا تتّسم بأيّة عوارض في معظم الأحيان.
• معلومات هامّة
يُعتبر استمرار حالة genu varum حتّى عمر 18 أو 24 شهراً أمراً طبيعيّاً. أمّا إذا استمرّت لعمر عشر سنوات، أو إذا لم تؤثّر إلا في ركبة واحدة، فاستشيري الطبيب فوراً.
• طريقة العلاج
لا يوجد أيّ علاج يمكن اتّباعه قبل مرحلة المراهقة. قد يستلزم الأمر عمليّة جراحيّة في بعض الحالات النادرة. تقوم تلك العمليّة على وضع دبابيس معدنيّة على الغضروف.
2. طفلي أصدف الركبتين (تكاد ركبتاه تتماسّان)
تتقارب ركبتاه بينما يتباعد كاحلاه، ما يجعله يمشي بطريقة خاطئة (قدمان على شكل X). غالباً ما يقع أرضاً ويجرح ركبتيه. تُعرف تلك الحالة باسم genu valgum ويمكن أن تسبّب هبوط قوس القدم أو اهتراء الأحذية بشكل غير طبيعيّ. لذلك، يخلط الناس بين تلك الحالة والأقدام المسطَّحة.
• معلومات مهمّة
تظهر تلك الحالة بعمر السنتين أو الثلاث. تتحسّن حالة الطفل تلقائيّاً وتدريجيّاً في تسع حالات من أصل عشر، حتّى بلوغ العاشرة أو الثانية عشرة من عمره. لذلك، انتظري حتى يبلغ الطفل مرحلة ما قبل المراهقة لاستشارة الطبيب. أمّا إذا لم تكن الركبتان مصابتين بهذا التشوّه، يمكن أن ينجم عن كسر لم يُعالج جيّداً أو التهاب أو مشاكل في النمو أو حتى عن ورم ما.
• طريقة العلاج
لا يوجد أيّ علاج محدّد، إنّما قد ينصح الطبيب بممارسة الرياضة (تمارين عاديّة أو ركوب درّاجة) وتخفيف الوزن. مع ذلك، ينبغي الحذر من بعض الحالات التي تستدعي استهلاك فيتامين D. تبقى العمليّات الجراحيّة (قطع العظم لإصلاح تكوينه) خاصّة بالحالات الخطيرة.
أيّ اختصاصيّ عليّ استشارته؟يمكنك استشارة الأطبّاء كافّة طبعاً، سواء كانوا أطبّاء صحّة عامّة أو أطبّاء أطفال أو حتّى اختصاصيين بتقويم العظام للحالات الأكثر حدّة. لكنّ هؤلاء ليسوا الخبراء الوحيدين في معالجة تلك الحالات.
• الاختصاصيّ بطب الأقدام: يُعتبر الأكثر خبرة في في معالجة مشاكل تكوين العظام لدى الأطفال. في الواقع، يصرّ الإتحاد الفرنسي لصحّة القدم (Union Francaise pour la Sante du Pied USFP)، على أهمّيّة إجراء الفحوص لقدمَيْ الطفل عند بلوغه الخامسة من عمره. يتدخّل الطبيب في تلك المرحلة سريعاً، فينصح الأهل باستعمال نعول خاصّة بتكوين أقدام الطفل أو يرشدهم إلى اختصاصيّ صحّة آخر.
• الاختصاصيّ بتجبير العظام: غالباً ما تكون استشارته أساسيّة منذ الخطوات الأولى للطفل. يمكن أن يطبّق حركات معيّنة لمعالجة عدد من المشاكل التي تنجم عن الوقوع أرضاً (ولو بشكل طفيف)، الأمر الذي لا بد منه أثناء تعلّم المشي، أو عن اضطرابات النوم والمزاج بالإضافة إلى عسر الهضم ومشاكل الأنف والأذن والحنجرة... يساعد تدخّل هذا الاختصاصيّ في معالجة حالات تشوّه القدمين والركبتين.