قبلوا رأس نورية السداني

نشر في 20-05-2009
آخر تحديث 20-05-2009 | 00:01
 أحمد عيسى وحدها نورية السداني التي تستحق أن أطبع قبلة على رأسها اليوم، فهي من أشعلت شرارة حقوق المرأة السياسية، وقادت مسيرتها بصمت وبدعم من أخريات منذ عام 1971، لتستريح الآن من عناء الرحلة، وهي تنتظر أن يحل 31 مايو، وترى بعينيها الدامعتين أداء الدكتورات أسيل العوضي ورولا دشتي وسلوى الجسار ومعصومة المبارك يمينهن الدستورية، ليدشن بعدها عهداً جديداً في تاريخ الكويت السياسي حينما يتولين النيابة في مجلس الأمة.

أثبت الانتخابات الأخيرة أن المجتمع الكويتي حيٌ وفاعل، وواعٍ جدا، بدليل أنه استبدل أربعة نواب إسلاميين، بأربع نساء، وغيَّر 21 نائباً سابقاً، واستبدلهم بـ17 نائباً يدخلون المجلس لأول مرة، كما انخفض معدل السن بالنسبة للنواب، بعد أن رفدهم الناخبون بعدد غير هين من الشباب.

مسيرة المرأة في مجتمعنا كانت طويلة وشاقة، اعتراها انكسار في حين، وتسييس في آخر، وبينهما مساومات وحسابات انتخابية امتدت على مدى 34 سنة، تلك المسيرة انطلقت عام 1971 حينما رفعت نورية السداني عريضة إلى رئيس مجلس الأمة في ذلك العام تطالب فيه بمنح المرأة حقوقها السياسية، وقدم النائب سالم المرزوق أول مقترح لتمكين المرأة من ممارسة حقوقها السياسية، وصولاً إلى 2005 يوم تمكنت المرأة من نيل حقوقها السياسية بعد جلسة مثيرة في مجلس الأمة، ووقوفا عند فبراير 2006 حين سجلت جنان بو شهري ترشيحها كأول كويتية تخوض الانتخابات العامة، عندما تنافست على مقعد الدائرة الخامسة في المجلس البلدي، وانتهاء أمام أداء الدكتورة معصومة المبارك اليمين الدستورية أمام نائب أمير البلاد الراحل الشيخ سعد العبد الله في 2005، وثم تأديتها اليمين الدستورية في مجلس الأمة وسط صيحات احتجاج قابلتها بجسارة.

هكذا الحقوق، تؤخذ ولا تُعطى، وتُمارس دون فضل أو منّة، فكان أن دخلت المرأة مجلس الأمة، رغم فتوى الدين السياسي التي حاربتها، وحملات التشويه التي طالت مرشحات المجلس على مدى الدورات الانتخابية الثلاث الماضية، وجاء الرد بوصول أربع نساء، سيعملن من نهاية الشهر الجاري على ممارسة أدوارهن الجديدة في الحياة السياسية.

انظروا إلى النتائج وتأملوها جيداً في الدائرة الثالثة، أسيل العوضي تفوقت على فيصل المسلم، ورولا دشتي تعدت وليد الطبطبائي، ومعصومة المبارك اجتازت جميع منافسيها، وسلوى الجسار قاومت حتى الرمق الأخير، فانتزعت الكرسي من بين أنياب الحركة الدستورية «حدس».

كم ممتعة هي الكويت، وكم رائعة مسيرة المرأة، علينا أن نتذكرها بعد أن نطبع قبلة على رأس نورية السداني، وبقية المناضلات اللائي رافقنّها في الدرب الوعر، ومعهم النائب السابق سالم المرزوق، وبقية فرسان التيار المتنور، لأنهم جميعا مستحقون للشكر.

back to top