حكومة الكويت الخفية!

نشر في 03-12-2008
آخر تحديث 03-12-2008 | 00:00
 سعد العجمي إذا ما صحت الأنباء المسرَّبة بشأن الحكومة الجديدة، فإن تركيبتها ستكون مختلفة هذه المرة، عبر دخول أسماء وزارية من الوزن الثقيل، ومن أبناء الأسرة تحديدا، وسيقابل ذلك بكل تأكيد ترتيبات جديدة في صفوف الحكومة غير المعلنة، سواء كان على صعيد الأسماء، أم على صعيد تغيير الأسلوب وآليات العمل.

لدينا في الكويت مجلسان؛ مجلس وزراء ومجلس أمة. ولدينا في السنة عيدان؛ عيد فطر وعيد أضحى. ويبدو أننا بصدد خلق عرف كويتي جديد، بحيث تكون لدينا في السنة حكومتان، وكذلك استجوابان لرئيس الوزراء، واجتماعان للنواب في مزرعتين.

عموما، وبغض النظر عن مشتقات «المثنى» اللغوية في الحالة السياسية الكويتية، فإن ما يهمنا هنا، هو موضوع الحكومة التي استقالت، والأخرى التي في طريقها إلى التشكيل، ولن يكون حالها بأفضل من سابقتها، إذا ما شكلت وفق المعايير ذاتها، التي تدور في فلك المحاصصة والترضيات والعلاقات الشخصية.

نظريا لا توجد حكومة في الكويت إلا الحكومة التي يرأسها الشيخ ناصر المحمد، فعليا الأمر غير ذلك، فهناك حكومة غير معلنة تملك من التأثير واتخاذ القرارات وتغيير المسارات وتوجيه الأحداث، أكبر بكثير مما تستطيع فعله الحكومة الرسمية المشكلة بموجب مرسوم أميري، هذه حقيقة واقعنا السياسي، بعيدا عن نظرية «المؤامرة» التي تقفز إلى الواجهة عند الحديث عن هذا الأمر.

عودوا بالذاكرة إلى جلسة استجواب الشيخ أحمد العبدالله، وتمعنوا جيدا في بعض الاستجوابات المقدمة، وراقبوا الكثير من مواقف الكتل النيابية، بل وفي عدد من القرارات الحكومية ذاتها، حينها لن تكونوا بحاجة إلى الكثير من الوقت لتكتشفوا أن هناك حكومة أخرى غير تلك التي تحضر الجلسات وتصوّت على القوانين والاقتراحات.

الحكومة «الرسمية» كانت في اجتماعها الأسبوعي أول أمس الاثنين... كان الوزراء يناقشون جدول أعمال الجلسة كالمعتاد، فيما كان «ملف» مصير الحكومة واستقالتها يدار من خارج مبنى مجلس الوزراء، وفق تكتيكات سياسية بحتة تحكمها كيفية ترحيل الأزمة مع البرلمان، وليس حلها حلا نهائيا يعيد الاستقرار ويقتلع أجواء التوتر والاحتقان، فمن يقبل بهذا الوضع يا ترى؟

على كل سيتم تشكيل الحكومة الجديدة خلال الفترة المقبلة، وإذا ما صحت الأنباء المسرَّبة فإن تركيبتها ستكون مختلفة هذه المرة، عبر دخول أسماء وزارية من الوزن الثقيل، ومن أبناء الأسرة تحديدا، وسيقابل ذلك بكل تأكيد ترتيبات جديدة في صفوف الحكومة غير المعلنة، سواء كان على صعيد الأسماء، أو على صعيد تغيير الأسلوب وآليات العمل، فالأطراف المعنية جميعها باتت تدرك أن المرحلة المقبلة أشبه بمعركة «كسر عظم» بين ما هو معلن وما هو مخفي.

***

سألت أحد الوزراء قبل فترة، لماذا تقبل المشاركة في مثل هذه الحكومات؟ أجاب: أحب الشيخ ناصر وأحترمه وأريد أن أعمل معه وأساعده... قلت له: هل هناك كويتي لا يحب الشيخ ناصر؟ نحن نحبه، وما يضمره له منتقدوه أحيانا في قلوبهم من حب أضعاف ما يحمله له مادحوه دائما، المهم أن تنتقد لسبب، وأن تشيد لسبب، ما عدا ذلك فإنك إما تتزلف له، وإما إنك تخدعه.

back to top