لماذا خسرت كلينتون وفاز أوباما؟

نشر في 10-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 10-06-2008 | 00:00
 أ.د. غانم النجار

لم تنجح «الخبرة» التي تذرعت بها كلينتون، ولا دعم «مؤسسة واشنطن»، ولا اصطفافات كثيرة في حسم النتيجة لمصلحتها، حتى زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لم يتمكن من ردم فجوة الأرقام التي استطاع أوباما فتحها باقتدار.

وأخيراً أعلنت «الشيخة» هيلاري كلينتون «كونها عضو مجلس شيوخ» انسحابها من سباق المنافسة على الرئاسة في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية لمصلحة الشيخ براك حسين أوباما «هو أيضاً عضو مجلس شيوخ».كنت قد توقعت فوز أوباما مبكراً مخالفاً الكثير من التوقعات التي كانت تضع كلينتون في المقدمة، فحينما حقق فوزه الكاسح في ولاية أيوا في بداية السباق وجاءت كلينتون في المركز الثالث، اتضح أن حجم التحولات الاجتماعية التي دخلت على المجتمع الأميركي قد بدأت في التأثير، ولم تنجح «الخبرة» التي تذرعت بها كلينتون، ولا دعم «مؤسسة واشنطن»، ولا اصطفافات كثيرة في حسم النتيجة لمصلحتها، حتى زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لم يتمكن من ردم فجوة الأرقام التي استطاع أوباما فتحها باقتدار.

فكيف خسرت كلينتون سباقاً كان متفقاً على أنها فائزة به من دون منافسة؟ كان ذلك قبل أكثر من سنة واستطلاعات الرأي تشير باتجاه فوز كاسح لها، في حين لم يكن أوباما اصلا على أجهزة الرادار السياسي.

وقد بدأت حكاية العد التنازلي لتفوق كلينتون في الربع الأول من عام 2007 حيث استطاع أوباما أن يجمع 25 مليون دولار من أكثر من مئة ألف متبرع في تلك الأشهر الثلاثة فقط، في الوقت الذي جمعت فيه كلينتون 26 مليون دولار من ستين ألف متبرع. وحسب اللوائح المالية المنظمة للحملات الانتخابية فقد كان 20 مليوناً مخصصة للانتخابات التمهيدية بينما 6 ملايين مخصصة للانتخابات العامة، أما أوباما فقد استطاع الحصول على 23 مليوناً مخصصة كلها للانتخابات التمهيدية.

ولا يبدو أن كلينتون وإدارة حملتها قد استطاعت تدارك أو إدراك هذا المؤشر الذي أدى لاحقاً إلى اضطرارها لإقراض حملتها الانتخابية بمبلغ إجمالي تجاوز 11 مليون دولار.

لا يبدو أن كلينتون و«مؤسساتها الواشنطنية» قد استطاعت أو استوعبت المزاج العام أو معنى رسالة التغيير التي طرحها أوباما واستطاع أن يجمع حوله بموجبها الملايين حتى زادت حصيلة الأموال التي جمعها من التبرعات عن الـ265 مليوناً من أكثر من مليوني متبرع، وفي المقابل فإن حصيلة المال المتجمع لديها لم يزد على 215 مليوناً وها هي تنهي حملتها وقد زادت ديون الحملة على 30 مليون دولار منها 11 مليوناً قروض قدمتها هي شخصياً.

بالتأكيد ليست المسألة فقط في حجم المال، على أهميته، ولكن على تركيبة المتبرعين فقد ركزت كلينتون على أولئك الذين يستطيعون دفع المبلغ الأقصى، وهو 2300 دولار «ألفان وثلاثمئة دولار فقط» للانتخابات التمهيدية ومثلها للانتخابات العامة، وهو الحد الأقصى الذي يسمح به القانون الأميركي للتبرعات للفرد الواحد، أي بمعنى آخر أنها حالما حصلت من هؤلاء الأفراد على الحد الأقصى، فإنها لن تستطيع أن تحصل منهم على تبرعات أخرى حتى لو أرادوا، وفي المقابل فقد قام فريق أوباما بتنظيم حملة تبرعات موجهة للأفراد دفع بعضهم مبالغ تصل إلى 5 أو 10 دولارات، ما يعني أنهم يستطيعون الاستمرار في التبرع إلى نهاية الحملة الانتخابية.

وللحديث بقية،،

back to top