في مقال سابق 6/2/2009 «على هامش حرب غزة»... ذكرت رداً على المشككين والساخرين من عشاق الواقعية السياسية والعالمين ببواطن الأمور الذين سخروا من «حماس» وقبلها من «حزب الله»، وأثبت أن إسرائيل لم تنتصر في حربها على غزة، وأن «حماس» نجحت- كما نجح «حزب الله» من قبل- في الثبات على موقفها، وأن الحرب كانت حلقة جديدة من حلقات فشل الذراع الطولى للقوة العسكرية الإسرائيلية. واليوم نتعرف على رأي الجانب اليهودي في تلك الحرب.
للمرة الثانية في أقل من عام يتحدث أعضاء لجنة «فينوغراد» التي شُكلت عقب حرب لبنان الثانية، والتي انتهى تقريرها النهائي بشأن هذه الحرب إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، فماذا قالوا: قال البروفيسور يحزكائيل درور- عضو اللجنة- إن المستوى السياسي فشل في عملية «الرصاص المسكوب» (حرب غزة)، كما فشل في حرب لبنان الثانية بسبب عدم القدرة على الحسم في القرار. وقال من الصعب الإقرار بقياس مدى انتصار الجيش الإسرائيلي مقابل الإنجاز الذي حققته حركة حماس بقوة موقفها، ووجه «درور» أصابع الاتهام بشكل خاص إلى القيادة السياسية (أولمرت-ليفني)، لنقص قدرتها على الحسم والمراوحة في المكان، كما أبدى تشاؤماً كبيراً بشأن المستقبل وقضية الدولتين والعلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين من جهة، وبينها وبين سورية من جهة أخرى.أما القاضية «غابيزون» عضو اللجنة أيضاً فقد ذكرت نصاً: «أن إسرائيل لم تخرج من الحملة على غزة بأهداف واضحة، لهذا لا يمكن أن نؤكد أن الأهداف تحققت». وأكثر ما أثارها كان فشل إسرائيل المتكرر سياسياً وعسكرياً في ملف الجندي الأسير لدى «حماس»، شاليط، وذكرت: «يبدو أن حركة حماس هي الطرف الذي يملك الوسائل في هذا الملف، وأن إسرائيل بكل قوتها لا تعرف ماذا تفعل من أجل استعادة هذا الجندي؟».وبالنسبة إلى رئيس اللجنة «إلياهو فينوغراد» فكان أكثر تفاؤلاً من عضويها، وأكد أن الجيش الإسرائيلي في عملية «الرصاص المسكوب» قد استفاد من أخطائه في حرب لبنان الثانية من ناحية إعلامية ومنع تسريب المعلومات، وأن مراسلي وسائل الإعلام قد تعلموا الدرس ولم يتنافسوا في ما بينهم على سبق صحافي، وحدث انخفاض كبير في التسريبات من قبل الضباط على خلاف ما كان في حرب لبنان. كانت هذه آراء أعضاء لجنة «فينوغراد»، وهي تؤكد الفشل السياسي والعسكري في الحرب على غزة، كما كان في حرب لبنان، وإن كان هناك نجاح ملحوظ في المعالجة الإعلامية للحرب من وجهة نظر رئيس اللجنة، فهل هذا النجاح الإعلامي هو ما جعل البعض منا من عشاق البيت الأبيض، وممن يدينون بالولاء الفكري للسياسة الأميركية يصرون على خطيئة «حماس»؟! ويرون ما لا يراه الآخرون، أم أن الأمر لا يعدو تصديقاً لقول الشاعر:قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفـم طعـم المــاء من سقم لمزيد من الاطلاع حول هذه الآراء: www.pals7fi.com/vb/index.php
مقالات
فينوغراد ... كلاكيت ثاني مرة
23-03-2009