خذ وخل: الانتخابات بين العالم والجاهل والجويهل!


نشر في 19-04-2009
آخر تحديث 19-04-2009 | 00:01
 سليمان الفهد إن هناك توجها عاما، آمل ألا يكون ظاهرة شعبية عامة، بشأن العزوف عن ممارسة حق وواجب عملية الاقتراع، من جراء حالتي القنوط والإحباط، وغيرهما من المشاعر السلبية المتربعة في الوجدان الجمعي الشعبي لا تريم!

• في أحد مقاهي فندق قاهري فخيم شهير جاءني ثلة من الشباب الكويتي، بعد أن تعرف عليَّ أحدهم، على الرغم من أني متنكر ببذلة وأعتمر «بيريه» وبمعيتي «عصاة» أتوكأ عليها وأهش بها على محترفي الشحاذة، إذا ألحفوا فيها وتمادوا. وكان من الطبيعي أن تكون الانتخابات محور حوارنا طوال الجلسة، وراعني أنهم جميعا لن يمارسوا حقهم وواجبهم في عملية الاقتراع، بدعوى أنها لن تتمخض إلا عن ذات النوعية التي يخبرها الجميع!

انضم إلينا غيرهم من المواطنين (من الجنسين) طلابا ومقيمين وعابرين، فصارت «الكافتيريا» ديوانية كويتية بامتياز! ولم ينقصها سوى أن يمتد حبل النميمة الذي لم يوفر أحدا ولا جماعة، لتكون ديوانية وطنية صرفاً! والحق أنه إذا كان من حق بعض المرشحين اختيار موقف العزوف عن الترشيح، وربما مقاطعتها جملة وتفصيلا، فإن الأمر ليس كذلك حين يتعلق بموقف الناخبين!

ولو أن مسألة مقاطعة الانتخابات محصورة بهؤلاء الشباب لهان الأمر، ولما حفلت به إلى حد التنويه عنه، والشاهد أن هناك توجها عاما، آمل ألا يكون ظاهرة شعبية عامة، بشأن العزوف عن ممارسة حق وواجب عملية الاقتراع، من جراء حالتي القنوط والإحباط، وغيرهما من المشاعر السلبية المتربعة في الوجدان الجمعي الشعبي لا تريم!

• ووجدتني- مضطراً وعنوة- أمارس دور «محامي الشيطان» المتمثل في الطرف الغائب عن المحاكمة الشعبية لممارستنا الديمقراطية، ولا أجد غضاضة من الاعتراف بأن العبد لله كان محاميا فاشلا فشلا ذريعا، بشأن إقناعهم بضرورة ممارستهم لحق وواجب الاقتراع، خشية أن تفضي سلبيتهم إلى زيادة فصيلة «المتردية والنطيحة» في قاعة الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه. وقلت في هذا السياق إن هذه الفصيلة الرديئة السالفة الذكر يرفضها «سوق الغنم» نفسه، لكنها قد تتسلل إلى المجلس من جراء سلبيتهم، وبسبب أصوات مؤيديهم الذين ألفوا اختيار المرشح «الكامل الدسم» الذي يزنرونه ويتحلقون حوله من كل صوب، كما يفعل الذباب في حضرة الدبس والعسل!

وعلى الرغم من هذه المرافعة الجامعة المانعة، كما كنت أظن وأحسب، فإن القوم تشبثوا بموقفهم، بزعم أنه الخيار الوطني السوي الحريّ بأن يكون شاملا جل المواطنين البالغين سن الرشد الانتخابي! لذا طفقوا يحاولون إقناعي التأسي بهم، باعتباري بالغا وراشدا، وهو شرف لا أدعيه، وتهمة أنفيها بإصرار وترصد! ما علينا، قال أصغرهم، وهو يعد أطروحة دكتوراه، في موضوع أكاديمي لا يضر ولا ينفع، كما هو شأن أغلب أطروحات الدكتوراه التي يتأبطها أولادنا كما «البشت» الفخيم للمنظرة والزهو بلقب «دكتور» الذي يسبق اسم كل واحد فيهم. قال «الدكتور» إنه سيعزف عن الاقتراع للمرشحين الرجال، ويكرس اقتراعه للمرشحات في دائرته فقط لا غير، وهي خطوة ذكرتها في مقالتي السابقة، ومازلت متشبثا بها لكي يعرف كل المرشحين الذكور بقراري الحاسم الجازم بشأن النأي عنهم كلهم! ولكي ينأوا عن العبد لله بجملة «المبوسة» إياها!

إن المعركة الانتخابية الحالية: حبلى بالأحداث والوقائع وكل ما يتمخض عنها من غرائب وعجائب وعلامات استفهام، تحرض المرء على التوجس والخشية والقلق على مستقبل التجربة الدستورية الديمقراطية الفتية! وختاما أقول: جملة «ترانزستور» يا رب استر يا راب استر! بالإذن من عمنا الأديب الشاعر الباحث «محمد جاد الرب» دفين مدينته «طوخ» رحمه الله، فقد كان «أمة» وسط مجايليه.

• خبر وتعليق: كنت أظن أن المرشحين على نوعين اثنين: مرشح عالم، والآخر مرشح جاهل، لكن خبرا طريفا يضحك طوب الأرض، نشرته الصحف جميعها من باب «صدّق أو لا تصدّق»، أو افطس من الضحك لأنك في موسم انتخابات! والحمد لله كثيرا، فقد صار عندنا ثلاثة أنواع من المرشحين، بدلا من اثنين، فثمة مرشح عالم، وهناك مرشح جاهل، والثالث مرشح جويهل.

back to top