ليش منصدمين؟!
النتائج وما عكسته من صدمة على الرأي العام الكويتي أو على الأقل الجزء المحيط بي من هذا الرأي العام.كثير من الناس يستغربون هذه النتائج التي هي في اعتقادي الشخصي معقدة، بل أشبه بالطلاسم قياسا على المجتمع الكويتي وطبيعته.
فكيف لشعب يملأ الطرق والشوارع بالآلاف فرحاً بـ«هلا فبراير» حتى إن كان الجو لا يساعد، ويذهب لينتخب أكثرية ترفض أصلا كلمة فرح، وتسعى إلى إلغائها من القواميس الكويتية؟! وكيف لشعب يتذمر من سرقة البلد وتوقف التنمية بسبب جشع اللصوص ويذهب لبيع صوته مقابل 500 أو ألف دينار؟! وكيف لشعب أكثر مصطلح يستخدمه هو الوحدة الوطنية وحين الانتخاب يصوّت لكل مفرّق وصانع للفتنة؟!أعيدها مراراً الاختيار في 17-5 لم يكن اختيارا فكرياً أبدا ولا دليل أكبر من اختيار البعض لمرشح من السلف ومرشح من التحالف، أو لامرأة و معارض لحقوقها في نفس الورقة، مازال الاختيار على الأساس العائلي والقبلي والطائفي والطبقي، ولا أعتقد أن هذا الاختيار سيتغير لو أعيدت الانتخابات ألف مرة قادمة. إن المأساة الحقة هي ما يحدث وسيحدث ونحن نتحمل مسؤوليته، فنحن لا نسعى إلى تغيير النظام التعليمي البائس والمناهج التعيسة التي تزرع في أفكار الأطفال إلى الكبر... كيف لهم أن يتعلموا فن الاختيار وهم لا يمنحون هذا الحق؟ وكيف لهم أن يميزوا الصواب من الخطأ وهم يدرسون أمثلة بائسة مثل «أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب»؟ ولماذا نطلب الاختيار الأمثل والمنطقي من الناس ونحن نقسم مناطقنا السكنية على حسب الطوائف والقبائل والتجّار؟!من الذي جعل من الذي يؤدي جميع الفروض في المسجد أو يصوم الاثنين والخميس أو يذهب إلى العمرة في العشر الأواخر قادرا على قيادة البلد إلى الأفضل؟ ألم تزرع هذه الأفكار فينا منذ الصغر، فأصبح من يصارعها علمانياً ملحداً متمرداً على الدين، لتعيد الدولة النظر في ما تقدمه لأبنائها، كي تتوقع منهم أن يقدموا لها الأفضل؟!خارج نطاق التغطية:عبدالله المعتوق تنازل عن قضيته المرفوعه ضد النائب محمد هايف الذي أقرّت محكمة الاستئناف حبسه أربعين يوما، والسؤال للوزير السابق المعتوق: لماذا رفعت القضية أصلا مادمت ستتنازل عنها بعد وصولها إلى المرحلة الأخيرة؟