رداً على مقالي «على مَن تعزف مزاميرك يا مبارك الدويلة؟» كتب «الزميل أبو معاذ» مقالاً تحت عنوان «ممثل للعربية أم ناطق باسم الشعبي»، ممارساً فيه أبشع صور «التقية» السياسية، حيث لف ودار حول نفسه دون أن يعطي إجابات وافية وحاسمة عن التساؤلات التي طرحتها في مقالي، ودون أن يفوِّت، بالطبع كعادته، فرصة اتهامي بتزوير الحقائق وضعف الذاكرة.

Ad

في جزئية ضعف الذاكرة تحديداً، زمجر الزميل العزيز منذ أن قدمت «حدس» استجوابها، وأكد أن الإحالة إلى التشريعية أو الدستورية أمر مرفوض ووأد لأداة الاستجواب، ونسي أنه صوَّت مع الإحالة للتشريعية يوم استجواب حسين القلاف لأحمد باقر عام 2001.

أما خلطه للأمور بين عملي كمراسل، فهو يدرك أنني في زاويتي أكتب كمواطن كويتي كفل له الدستور حق التعبير، أما كوني ناطقاً للتكتل، فالدويلة يعلم مَن هو ناطق التكتل الشعبي «الشرس» الذي يخشى الجميع مجابهته. وعلى الزميل، وهو صاحب البيت الزجاجي، ألا يرمي الآخرين بحجر، وهو العضو في الحركة الدستورية، ومسؤول في منظمة عبس الدولية، ووزير في الحكومة! نعم، وهو الذي اعترف أنه يساعد أخوه بدر في إدارة وزارته، وكأن وزارات الدولة تحولت إلى مرافق وإقطاعيات عائلية!

على كلٍ، طالبت مبارك الدويلة بكشف ما أسماه بـ «صفقة العصر» الذي سيجنيها «الشعبي» من موقفه تجاه قانون الإنقاذ المالي، فعندما «توهق»، رد بالقول «إثارة موضوع استجواب رئيس الحكومة إذا رفضت اللجنة تعديلات التكتل قد ترغم رئيس الحكومة على الانصياع لهذه المطالب وهنا تكون صفقة العصر... انتهى كلام الدويلة». الله أكبر أيها الزميل هل إدخال تعديلات الشعبي بمنزلة «صفقة عصر»، أم أن «الشعبي» إذا استجوَّب رئيس الحكومة قد أبرم الصفقة، ها أنتم في «حدس» استجوبتموه... فهل استجوابه صفقة بالنسبة لكم، أم أن «كل يرى الناس بعين طبعه»؟ عموماً حجتك هذه أوهن من بيت العنكبوت.

طالبت الدويلة بكشف تفاصيل لقاء الديوانية الليلي الذي جمعه مع أحد الوزراء خلال تصعيده ضد وزير الدفاع المرحوم سالم الصباح، ولأن الزميل متخصص في قفز الحواجز، فقد قفز على جوهر السؤال، وذهب يعدد إنجازاته عندما كان نائباً... في هذه الجزئية تحديداً أقول، هناك حق وهناك حقيقة، الحق أن قيام أي نائب بدوره الرقابي والتشريعي هو واجب عليه وليس منّةً، أما الحقيقة فهي أن الأعمال بخواتيمها يا أبا معاذ، فكم نائبٌ ظلت مواقفه مشرفة في قاعة «عبدالله السالم» وفي نهاية حياته السياسية «ركع» وأصبح عبداً للدرهم والدينار، وبات يملك الشركات والملايين؟ فالمحك هنا، كم كان السياسي يملك قبل العضوية، وكم بات يملك بعدها؟!

الزميل الدويلة بدلاً من الإجابة عن تساؤلاتي، استخدم أسلوب الهجمة «المرتدة»، مستفسراً عن عدم كشف «الشعبي» للعمولات التي تحدث عنها مسلم البراك في صفقة «الداو»، وهو استفسار أجاب عنه النائب صالح الملا في «قاعة عبدالله السالم»، عندما قال إنكم «جبنتم» ولم تُدخلوا موضوع كشف العملات والدخول في حسابات القيادات النفطية في أعمال لجنة التحقيق التي اقترحتها «حدس»، لأنكم تعرفون «البير وغطاه».

على كل، يبدو أن انشغال الزميل مبارك الدويلة بتجارته المباركة قد أنساه الكثير من الأحداث والوقائع السياسية، فهو نسي أو تناسى، أنني أكتب في جريدة «الجريدة»، وليس في الزميلة «القبس» حسب ما جاء في رده السابق، لكنني أتمنى ألا يكون قد نسي هذه الحادثة... يا أبا معاذ في يوم من الأيام اتصل بك ضباط من وزارة الدفاع وسألوك: أين أنت؟ فقلت لهم إنني في حفلة زواج في الرابية؟ ولأنك لم تصدقهم القول، فهم لم يصدقوك، واكتشفوا لحظتها أين أنت، وتوقعوا أنك في الديوانية الوزارية إياها، فترصدوا لك، وعندما خرجت أحاطوا بك، ماذا قالوا لك وماذا قلت لهم؟ وكيف بررت لهم ما حدث؟ هل ستجيبني أيها الزميل أم ستمارس «التقية» كالعادة؟