إدارة رعاية المسنّين لتدعيم الروابط الأسرية شرط ألّا يقل عمر المسن عن 60 عاماً
القرار الوزاري رقم 201 لسنة 2001، الصادر بشأن استحداث إدارات متخصصة لرعاية المسنين، حدد أهداف ومهام هذه الإدارات وكيفية الاهتمام بشؤون كبار السن، عن طريق إعداد وتنفيذ برامج توعوية إرشادية لهم ولأسرهم، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية.رعاية المسنين مسؤولية مشتركة بين أفراد المجتمع، ومظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي، وحرصاً على بقاء المسنين بين أهلهم وتحت رعايتهم، يجب على ذويهم الاعتناء بهم وإعداد وتنفيذ برامج توعوية إرشادية لهم مع تحديد احتياجاتهم الصحية والاجتماعية والنفسية، والعمل على تلبيتها.
مصدر مسؤول في إدارة رعاية المسنين التابعة لقطاع الرعاية الاجتماعية قال، إن «تخصصات إدارة رعاية المسنين تنحصر في استقبال المواطنين من كبار السن، الذين يعانون الشيخوخة أو ظروفا اجتماعية أو صحية خاصة، ويحتاجون إلى رعاية ولا عائل لهم، فضلا عن تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية والارشاد الديني والغذائي للمسنين، بين اهلهم وذويهم، للحفاظ على الترابط الاسري والعمل على ترسيخ التعاليم الدينية والقيم والتقاليد الاسلامية لدى المسن داخل وخارج دور الرعاية، مع توفير الاحتياجات الصحية والنفسية والمعدات الطبية والاجهزة التعويضية والتأهيلية اللازمة للمسنين، بالتنسيق والتعاون مع ذويهم وأسرهم والجهات التطوعية والخيرية». وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن «الادارة تقوم بتنظيم زيارات داخلية وخارجية للمسنين لإدماجهم في المجتمع الخارجي، بالتنسيق مع الجهات المعنية الاخرى، إذ تعمل على توفير البديل للاسر التي لديها مسنّ يعاني أمراضا مزمنة ولا يرغبون في إرساله إلى المستشفيات، فضلا عن توفير خدمات العلاج الطبيعي والخدمات التمريضية الضرورية وفقاً لحاجة كل مسن مسجل في الادارة طبقاً لتقاريره الصحية، وذلك بعد عمليات فحص حالات المسنين المتعذر نقلهم إلى المستوصفات في منازلهم».أنشطة ترويحية وقال «تقوم الادارة بإعداد وتنفيذ الانشطة الترفيهية والترويحية لحالات الرعاية الايوائية والرعاية النهارية، والتي تساعدهم على شغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالفائدة، مع اعداد وتنفيذ برامج التوعية والارشاد لأسر المسنين، بالتنسيق مع الجهات المعنية داخل وخارج دور الرعاية، وتقوم أيضاً بعمل برامج اجتماعية وثقافية وحرفية، هدفها تدعيم الترابط الاسري وتواصل الاجيال، بعد تحديد الاحتياجات التدريبية للإدارة بالتنسيق مع مركز الموارد البشرية، واقتراح الميزانية التقديرية السنوية للإدارة، مع إعداد التقارير الدورية والسنوية عن أعمال الادارة».أقسام الإدارة وأضاف «تضم الادارة عدة أقسام، كقسم التوجيه الفني، والقسم الاداري، والقسم المالي، وقسم البرامج والانشطة التوعوية، وقسم رعاية المسنين من (الرجال)، وقسم رعاية المسنات من (النساء)، وأقسام الخدمات المتنقلة للمسنين الموزعة على محافظات الكويت الست».قسم رعاية المسنين وأوضح «يتخصص قسم رعاية المسنين بإيواء كبار السن البالغين سن الـ60 فما فوق، من الذكور والاناث، والذين يعانون الشيخوخة، وتحول ظروفهم الاجتماعية والصحية دون استطاعتهم تلبية حاجاتهم ولا يوجد من يعولهم، وهي رعاية صحية واجتماعية ونفيسة شاملة، ورعاية معيشية تقدم لحالات كبار السن ممن يقيمون في القسم بصفة دائمة، لعدم وجود أسر لهم وعدم قدرتهم على الاعتماد على انفسهم وتلبية احتياجاتهم، وأثبت البحث الاجتماعي والفحص الطبي استحقاقهم الرعاية الايوائية، إذ يعمل القسم على اشباع حاجاتهم الوجدانية بالتواصل مع الاقارب والمعارف والاصدقاء، وحثهم على الاهتمام بذويهم وزيارتهم والتردد عليهم ودمجهم في المجتمع، عن طريق المشاركة في المناسبات والاحتفالات والاعياد وحضور اللقاءات التوعوية والارشادية الجماعية التي تعقدها جهات حكومية أو جهات أهلية خارجية، لتوعية الافراد والاسر والمجتمع بسمات الشيخوخة واحتياجاتها وكيفية التعاون مع المسن (عن طريق الاعلام بشتى الوسائل)، والتوعية بكيفية دمج المسن (القادر) في المجتمع بعد تأهيله مهنياً وتعريفه بالتطورات التي تطرأ عليه نتيجة الشيخوخة ومساعدته على تجاوز مشكلات».شروط القبول لافتاً إلى أن «هناك شروطاً وضعتها الإدارة يتم من خلالها رفض أو قبول الراغبين في الالتحاق بالدار، وهي أولوية أن يكون كويتي الجنسية ولا يقل عمره عن 60 عاماً، وعليه تقديم واستيفاء كل المستندات الرسمية المطلوبة، مع تقديم تقرير طبي يثبت خلوه من الامراض المعدية والاضطرابات العقلية، مع ضرورة أن يثبت البحث الاجتماعي للمتقدم بانه في حاجة إلى الايواء، وبعد استيفاء كل الشروط السابقة، تتم الموافقة من قبل اللجنة الفنية للقسم المسؤول عن طلب الايواء». وأضاف «هناك بعض المستندات المطلوبة، وهي تقديم طلب التحاق في القسم، محدد به نوع الرعاية المطلوبة، مع إحضار البطاقة المدنية وصورة عنها، وصورة من جنسية المسن، وتقرير طبي يوضح حال المسن الصحية». فرق العمل وتابع «تضم الدار فريق عمل على قدر عال ٍمن الكفاءة والخبرة، يقوم برعاية المسنين وسد احتياجاتهم، يتكون من طبيب واختصاصي علاج طبيعي، وباحث النفسي، وباحث اجتماعي ومرشد ديني ومرشدة دينية، واخصائي تغذية، وتعد الرعاية النهارية من نظم الرعاية الحديثة التي أولتها رعاية المسنين اهتماماً خاصاً، إذ أنشات قسماً خاصاً مجهزاً بأحدث الاجهزة والامكانات، بهدف حصول كبار السن الذين يثبت البحث الاجتماعي لهم ولاسرهم أحقيتهم في الاستفادة من برامجه وانشطته وخدماته حسب احتياجات كل حالة، على الدعم في النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية والارشاد الديني والغذائي والعلاج الطبيعي والتثقيفي على مدار ساعات النهار».الخدمات والبرامج وقال «تنقسم الخدمات التي تقدمها الإدارة إلى المسنين، إلى خدمات صحية وخدمات التغذية وخدمات النظافة وخدمات النقل والمواصلات وخدمات الصيانة وخدمات الامن والسلامة، فضلا عن البرامج الاجتماعية التي ينفذها باحثون متخصصون، وتهدف إلى تأمين وتوفير كل الخدمات للنزلاء ومتابعة تنفيذها، مع تعديل السلوك غير السوي للحالات وفق خطة عمل تعمل عبر تنمية السلوك الاجتماعي للنزلاء وزيادة تكيفهم مع المكان والزملاء والعاملين، والبرامج النفسية التي ينفذها الباحثون النفسيون، وتهدف إلى تعديل توجهاتهم اتجاه انفسهم وتأكيد ذواتهم وايجاد الواقعية وتحسين الافكار، وتهيئة النزلاء للتكيف والانسجام مع انفسهم ومع الغير».التدريب والتأهيل وأضاف «تقدم الدار مجموعة من البرامج التي تساعد في الاعداد التدريبي والتأهيلي للمسن، ولكن للحالات القادرة والراغبة في التدريب على المهن أو الحرف اليدوية أو ممارسة الهوايات المختلفة مثل النجارة أو الخياطة أو التطريز، إلى جانب البرامج الدينية التي تهدف إلى تقوية الوازع الديني للنزلاء ويقوم بها واعظون ومرشدون من إدارة التوعية والارشاد والتوجيه الديني، والانشطة الداخلية التي تتم داخل القسم، والانشطة الخارجية التي تنفذ خارج القسم كزيارة الاماكن الترفيهية والرويحية وزيارة الاقارب والاهل». خدمات مستقبليةالجدير بالذكر، أن الدار بصدد تنفيذ مشروع مستقبلي باسم «جليس المسن»، وهو عبارة عن دعوة من افراد المجتمع إلى مصادقة المسن وقضاء جزء من الوقت في مرافقته وزيارة منزله أو عمل جولة خارجية له، بهدف الحد من دخول كبار السن إلى أقسام الايواء وعدم حرمانهم من الجو الاسري، مع استفادة المسن من البرامج التوعوية الموجهة اليه من خلال الجليس، وضمان اندماجه في المجتمع الخارجي، لافتاً إلى أن الاولوية في هذا البرنامج تُعطى للكويتي الذي لا يحظى بالرعاية المناسبة بين ذويه، شرط أن يكون مدركاً ولديه القدرة على التنقّل والحركة.