القبيلة أولاً والبدون ثانياً والبتارون ثالثاً!
إن كان لا يزال لديك شك بأن عضو مجلس الأمة، المفترض به أن يكون ممثلا للشعب الكويتي بكل أطيافه وفئاته، قد تحول في نظر الكثيرين منا إلى مجرد ممثل للقبيلة وراعٍ لشؤونها، فما عليك سوى أن تتمعّن في تصريح النائب السابق حسين مزيد حين سئل عن إمكان طعنه بنتائج الانتخابات، فرد قائلاً إنه لا يفكر بذلك «لأنني سأضر اثنين من مرشحي قبيلة مطير... وسأترك الفترة الحالية للبرلمان ونتائج الانتخابات كما هي للمساعدة في توحيد القبيلة وعدم إحداث أي انشقاقات فيها أو مشاكل بين أبنائها، وخصوصا بعدما خسرت -أي القبيلة- كرسي مبارك الوعلان»، وقد ثمّن عدد من رموز قبيلة مطير خطوة مزيد بـ«عدم التفكير بالطعن الذي يمكن أن يضر بالقبيلة» مشيرين إلى «تضحياته في الطعن الأول بعد الانتخابات الذي يمكن أن يمنحه كرسي المجلس». الوطن 28-9-2008.حين نكتب ونقول إن القبيلة تأتي دائماً أولاً وقبل كل شيء في أي انتخابات محلية، يغضب بعض المرشحين ويحتجون زاعمين أنهم يترشحون كممثلين لأبناء الوطن كافة، لعل في تصريح الأخ حسين مزيد الأخير ما يؤيد كلامنا، وإن كنت أتمنى من أعماق قلبي أن نكون مبالغين أو مخطئين!
*** البدون، أيها السادة، لن يبقوا بدوناً إلى الأبد، على البعض أن يدرك هذا جيدا، فمصيرهم أن يصبحوا بمرور الأيام وتتالي الأعوام كويتيين، شاء ذلك من شاء، وأبى من أبى، لأن هذا ما يقوله العقل والمنطق والتاريخ، لا أدري متى يحدث هذا، ربما بعد خمس أو عشر أو عشرين سنة، لكنني متأكد أنه سيحدث حتما، وسيأتي التجنيس آجلاً أم عاجلاً، إما باقتناع حكومي وإما بمطالبات شعبية أو بضغوط خارجية، لكنه سيأتي، صدقوني، ولذلك، أتمنى على من بيدهم حل هذه المشكلة المستعصية منذ عشرات السنين، أن يسارعوا في إنجاز هذا الأمر في أقصر وقت ممكن، فلا طائل ولا فائدة ترجى من المماطلة والتأخير في حلها، سوى استمرار معاناة هذه الفئة من الناس التي تشاركنا الحب والإخلاص لهذا الوطن، فإن كنتم يا سادة تتوقعون منهم أن يتبخروا، أو يهاجروا هجرة جماعية إلى المريخ، أو أن تصحوا من النوم فجأة لتجدوا أنهم «فص ملح وذاب» فأنتم واهمون، بل واهمون جدا، لذلك أرجوكم، خذوها «من قاصرها» وحلوا المشكلة، قبل أن تتحول بمرور الأيام إلى كرة ثلج ضخمة لا يستطيع أحد الوقوف في وجهها!***لست هازلا والله، إن قلت لكم إنني أخشى أن يأتي يوم يقترح فيه بعض نواب التيار الديني منع استيراد «السكاكين» لأنها تستخدم أحيانا في جرائم القتل، وأن يجرّموا حيازة «أعواد الكبريت» لأن البعض قد يستخدمها في إشعال الحرائق، وأن يصادروا كل «أدوات المكياج» لأن أحدهم شاهد أحد «الجنوس» يتمكيج بها، وأن يمنعوا منعاً باتا استيراد أي ملابس نسائية داخلية معروضة في واجهات المحال لأنها تسببت في فتنة وانتكاسة أحد الإخوة الصالحين!لا تستبعدوا حدوث هذا، لأن الإخوة قد بدؤوا مسيرتهم «المباركة» و«البتارة» بالفعل عبر المطالبة بحجب موقع «اليوتيوت» لأن أحد السفهاء قد قام بوضع مقطع يسيء للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وبدلا من مراسلة الموقع والمطالبة بإزالة هذا المقطع المسيء بكل يسر وسهولة ومن دون ضجة تساهم في انتشاره، فضّلوا سياسة «البتر» المعتادة التي لا يعرفون غيرها، ونحمد الله أنهم ليسوا أطباء جراحة يعملون في مستشفياتنا الحكومية، لأنهم بهذه الحالة، سيبترون أرجل الناس من أبسط جرح يصيبهم، وسترى الشعب كله يمشي على عكازات!