شباب يبحث عن حقّه في الحب والعمل والحياة الكريمة السوية، فلا يجد إلا البطالة والتشتّت والتمزّق، وربما ليس في الحب أكثر من «قبلات مسروقة»!

Ad

هذا هو مضمون «قبلات مسروقة»، فيلم من إخراج خالد الحجر، قصة أحمد صالح وعبد الهادي مصباح، سيناريو وحوار أحمد صالح، تصوير رمسيس مرزوق، ديكور نهاد بهجت، مونتاج منار حسني. يضاف «قبلات مسروقة» إلى أفلام أخرى، مثل فيلمي المخرج محمد مصطفى «أوقات فراغ» و«الماجيك»، تحاول التعبير عن مشاكل الشباب في مصر، خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، على غرار ما فعلت السينما منذ بداياتها، ربما منذ «العزيمة» للمخرج كمال سليم عام 1939، مروراً بالفيلم الشهير «إحنا التلامذة» إخراج عاطف سالم عام 1959، ولعل «قبلات مسروقة» هو محاولة لتقديم «إحنا التلامذة 2008».

يتحدث «قبلات مسروقة» عن مشاكل طاحنة أو مربكة يعيشها شباب يحاولون إقامة التوازن في حياتهم، على الرغم من الظروف المعيقة أسرياً أو مجتمعياً، وتتداخل فيه الخطوط ونماذج من الشباب لكل منهم قصته، وعلى طريقة «إحنا التلامذة» تتصاعد تلك الخطوط وتتعقد قصص تلك النماذج الى حد وقوع جريمة، يقف بسببها بعضهم متهماً أو مطارداً. لا يبلغ «قبلات مسروقة» بالتأكيد مستوى النضج الفني والدرامي الذي حققه «إحنا التلامذة»، بل يبقى «أوقات فراغ» خصوصاً الأكثر تمتعاً. في تلك النوعية من أفلام الدراما الشبابية على امتداد فيلم خالد الحجر، نجد عيناً على المضمون الجاد وأخرى على شباك التذاكر، فهو فيلم تجاري على الرغم من جدّيته عموماً ومشاركة أقطاب في السينما المصرية فيه كرمسيس مرزوق في التصوير ونهاد بهجت في الديكور.

وفي الفيلم كمٌّ من قصص الحب المحبطة، كتلك التي بين الشاب إيهاب (أحمد عزمي) خريج هندسة لم يجد عملاً سوى وظيفة بسيطة في محطة بنزين، ومروة (يسرا اللوزي)، وعندما يتقدم للزواج من حبيبته يرفضه والدها الثري والمنشغل بعمله دائماً ولا يعير ابنته أي اهتمام، فيلجآن إلى الزواج العرفي. يتورط إيهاب عن طريق صديق في الظهور في فيلم إباحي فيجد نفسه متهماً ظلماً بقتل المرأة التي تتاجر بتلك الأفلام وتشارك فيها (نرمين ماهر)، وفي نهاية الفيلم يهرب إيهاب إلى أن يعترف صديقه بأنه قتلها ليتخلّص من شرورها مع أنه أحبها يوماً، ربما على طريقة «شباب امرأة»!

ليس هذا هو الخط الدرامي الوحيد، فهناك خطوط أخرى أبسط، كخط الفتاة (فرح يوسف) التي تحتار بين حبيبها وزميلها في الجامعة (باسم سمرة) وأستاذها (أحمد كمال) الذي يكبرها ويمكن أن يوفر لها إمكانات حياة لائقة، غير أنها تعود إلى الحبيب الشاب في النهاية نادمة معتذرة، لكنّ خطاً آخر على بساطته كان أكثر تأثيراً وقوة، وهو للطالبة الجامعية التي تقيم علاقة مع رجل (ماهر سليم) يستغلها في العمل بالدعارة وترضخ له لتنفق على أسرتها، وعندما تحاول أن تنعتق منه لا يدعها تفلت فتنتحر. يشير المخرج إلى أنه صانع هذا الخط وهو الذي أضافه إلى السيناريو، فجسده بالفعل بإحساس خاص. حاول المخرج التخفيف من وطأة أحداث الفيلم بنهايات سعيدة لبعض الخطوط، وتجسيد مضمون الفيلم.

يبرز الممثلون الشباب موهبتهم في هذا الفيلم، على غرار أحمد عزمي، يسرا اللوزي، باسم سمرة، رندا البحيري، فرح يوسف، محمد كريم، دعاء طعيمة، إلى جانب الممثلين المعروفين حنان يوسف، سلوى محمد، علي وماهر سليم، في أدوار لم تُظهِر قدراتهم.

خالد الحجر مخرج متمكّن من الناحية الحرفية، لكنه ينفذ ما يتاح له من دون أن يكون، أو يتكون له بعد عالم أو مدار خاص يجد فيه نفسه.