مجالات الإبداع واسعة وخصبة، ومجتمعنا صار فقيرا في كل اتجاه والناس بحاجة للفرحة والبهجة ومشاعر الحب، بقدر حاجتهم إلى الاستقرار في الجانب الروحي، فكلي أمل أن أرى الأنشطة الفنية الراقية والفعاليات الأدبية المميزة والمسابقات الرياضية المفيدة تعود.نفائس، المشروع القيمي لتعزيز العبادات، الذي ترعاه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، هو من المشاريع الإيجابية الجميلة. هذا المشروع المستمر بهدوء وسلاسة منذ سنوات بالرغم من بعض العثرات الطبيعية هنا وهناك، وبعض محاولات التشكيك والعرقلة التي طالته ولأكثر من مرة من أطراف مختلفة، سواء بحسن نية أو بعكسها، يطل علينا اليوم بحملة جديدة تحت عنوان «تبي تريح قلبك... يلا نصلي».
هذه الحملة تستهدف الشباب تحت مفهوم راحة النفس والطمأنينة، وما من شك بأن الإنسان يكون أكثر راحة واطمئنانا عندما يكون مستقرا في جانبه الروحي. حملة «يلا نصلي» هي حملة مكملة لحملات بديعة سابقة قدمها مشروع نفائس للمجتمع الكويتي، والجميل في هذه الحملات أنها معدة بشكل واضح ودقيق يرتبط بجدول زمني محدد، وإن كان ينقصها في تصوري الدراسات البحثية المكملة لها لتبيان مقدار وصولها إلى أهدافها على أسس إحصائية وعلمية واضحة.
حملات نفائس الجميلة دائما ما كانت تدفعني إلى التساؤل بلماذا لا يكون لدينا حملات موازية في كل جوانب الحياة الأخرى تقوم بها جهات ومؤسسات أخرى، رسمية وغير رسمية؟!
كلنا نشعر بأن الكويت وعبر السنوات الماضية، فقدت الكثير من بهجتها وجمالها ومظاهر فرحها، ولن أخوض في أسباب ذلك، بقدر التأكيد على أن هذا الأمر صار واقعا محسوسا عند أغلبية الناس، في السابق كان للأعياد روحها السعيدة التي تلف الجميع، وكان للعيد الوطني بهجته الواضحة التي كان يشعر بها الجميع صغارا وكبارا، وكان للأنشطة الرياضية كمباريات كأس كرة القدم، بل حتى البطولات الرياضية المدرسية ألقها وجاذبيتها، وللفعاليات الفنية والأدبية الراقية حشدها. كان الفرح والجمال محسوسا في كل مناحي الحياة، وكان الحب يغلف كل شيء، فلماذا راح كل هذا وصرنا لا نشعر به اليوم، واصطبغ كل شيء بالألوان الرمادية واكتسى بظلال الأسود؟!
الإسلاميون ناشطون جدا على الصعيد المجتمعي، وفعالياتهم الدينية كثيرة ومتوالية، وسواء أكان ينظر بعضنا إلى هذا الأمر بشكل إيجابي أم سلبي، إلا أنه حقيقة واقعة، والسؤال هنا لماذا لا يكون للآخرين حملاتهم وأنشطتهم المقابلة؟ لماذا ينشغل بعضهم في التنديد بأنشطة الإسلاميين والتحذير من خطورتهم؟ وأنهم هم من سرقوا البسمة من شفاه الناس، وشفطوا البهجة من نسمات الهواء؟! أو يكتفي البعض الآخر بالتحاف الصمت والسلبية واللامبالاة ويعزفون عن عمل شيء لأجل وطنهم المختطف على يد الإسلاميين كما يقولون؟!
الحكمة الشهيرة تقول «إن إشعال شمعة خير من لعن الظلام»، فهيا دعونا نرَ أنشطة موازية لما يقوم به الإسلاميون من فعاليات وأنشطة في الجوانب الدينية. مجالات الإبداع واسعة وخصبة، ومجتمعنا صار فقيرا في كل اتجاه والناس بحاجة للفرحة والبهجة ومشاعر الحب، بقدر حاجتهم إلى الاستقرار في الجانب الروحي.
كلي أمل أن أرى الأنشطة الفنية الراقية والفعاليات الأدبية المميزة والمسابقات الرياضية المفيدة تعود... وكلي أمل أن يكون للتيارات الوطنية نشاطها في هذا الجانب كما للإسلاميين نشاطهم البارز... وكلي أمل أن تعود الكويت كما كانت سابقا، واحة حب وسعادة وأمن وأمان، لكل الكويتيين بلا استثناء..