آه يامسلم البراك... كم كانت صفعتك لهم مؤلمة، لدرجة أن «طراقك» الذي وجهته إليهم في الفروانية والجهراء سمع صداه أهالي الأحمدي والسالمية، ووصلت هزاته الارتدادية إلى الضاحية والعديلية... حاربوك يابوحمود بأقذر الطرق والوسائل، فزادك ذلك قوة وعزيمة، لفّقوا لك التهم من كل حدب وصوب، فإذا بهم يلقون عليك الورود ويلبسونك رداء الثقة وهم لا يشعرون، زرعوا الألغام في طريقك، فثارت في وجوههم وقطعتهم إرباً، سخّروا الأقلام واستأجروها للنيل منك، فحشدوا لك الأنصار من حيث لا يحتسبون، لأن المذمة من الناقصين أمثالهم، هي شهادة بالكمال لأمثالك من الشرفاء.

Ad

قالوا إنك ظاهرة صوتية ستزول، فإذا بك جبل من صخر لا تزعزعه الرياح، قالوا إنك مجرد صوت عال وحنجرة هادرة، فإذا بصناديق الاقتراع تقول: اصرخ يامسلم فصوتك يطربنا. قالوا إن انتقادك لأبناء الأسرة الحاكمة رفع أسهمك، لتثبت لهم أن المواقف وحدها هي التي تصنع وترفع الرجال، بعد أن امتهن «أشباههم» انتقاد أبناء الأسرة فلم يشفع لهم ذلك بتحقيق ما حققت أنت.

رفضت دخول تشاورية قبيلتك كونك مرشحاً عن أهل الدائرة جميعاً، فدقت جماعات الردح السياسي مزاميرها احتفالاً بسقوطك المبكر، لكنهم نسوا أن الدائرة الرابعة هي عرين الأحرار، وقبل ذلك وبعده أنك تنتمي لـ«حمران النواظر» الذين لم يخذلوك يوماً ما، فصوتوا لك ولقائمتهم، فكانت النتيجة «فتاكة»- كما في الإعلان التلفزيوني الشهير لأحد المبيدات الحشرية.

أتدرك يابو حمود أنني وكتاباً آخرين دخلنا في سجالات حول «مسلم البراك» على صفحات الجرائد وفي برامج حوارية تلفزيونية، وفي الدواوين والمنتديات وغيرها؟ واتهمنا حينها بأننا لا نفقه السياسة، وأننا مغفلون، وأننا مسحورون بخطابك وما تملكه من كاريزما، لكننا كنا ثابتين كثباتك في قاعة «عبدالله السالم» عندما ينحني آخرون، أتدري لماذا؟ لأننا راهنّا على الحق وعلى الحصان الرابح دائماً، فعلى مثلك يراهن المراهنون... فشكرا لك و لـ14043 ممَن صوتوا لك من أهالي دائرتك، لأنكم لم تخذلونا في معركة الفصل بين الحق والباطل.

أه يا مسلم البراك... لم تترك شياً لهم يقتاتون عليه بعد الآن، فماذا سيقولون؟ وكيف سيبررون؟ وعن أي ذرائع وأوهام بعد اليوم سيبحثون؟ وحدهما سقوط عضيدك محمد الخليفة، وترتيب العم أحمد السعدون سيكونان محوري الجنازة التي يكثرون اللطم عليهما في القادم من الأيام، فهم محترفون في توجيه بوصلة الزور والبهتان وذر الرماد في العيون، بعد أن ألجمت أنت ألسنتهم في موقعة السابع عشر من مايو الشهيرة .

نعم ياسادة... لقد ألقت الانتخابات رحالها، وتبين الخيط الأبيض من الأسود بعد إعلان النتائج، وجاء «ضمير الأمة» و«صوت الشعب»، مسلم محمد حمد البراك ليصفع كل من شكك في أنه رمز سياسي كويتي كالخطيب والمنيس والقطامي وغيرهم، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، ولا عزاء لأعداء الوطن والأمة.