هل يحتاج أبو شهاب الى كل تلك الضجّة؟

نشر في 24-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 24-09-2008 | 00:00
No Image Caption

قبل أيام، وخلال اتصال بأحد الأصدقاء في منطقة «الطريق الجديدة» (بيروت)، كنت أسمع دوي الأعيرة النارية في سماء المنطقة، قال لي الصديق إن بعض المواطنين في مطعم قريب، يحتفلون بشبيه «العكيد ابو شهاب (سامر المصري)، بطل مسلسل «باب الحارة» الذي يعرض خلال شهر رمضان المبارك.

قلت، إذا كان شبيه «العكيد» يحظى باهتمام الجمهور فكيف بـ«العكيد» نفسه، بل سألت نفسي: هل يحتاج بطل أحد المسلسلات لكل تلك الضجة التي تحاك حوله من رام الله الى بيروت ومن الأردن الى ليبيا؟ ما سرّ ذلك المسلسل، هل في قصته أم في «الماكيت» التي وضعها المؤلف؟ ذلك المسلسل الذي لم أتابع إلا مشاهد متفرّقة منه، كلما عدت إليه وجدته يراوح مكانه، مثل أم كلثوم حين تعمد الى ترداد كلمات الأغاني، والترداد من علامات الثقافة العربية.

ليس أبو شهاب وحده ساحر الجمهور، فثمة من قال إن المرحلة التلفزيونية العربية هي بين «وسامة» الممثل التركي مهنّد و«شهامة» السوري أبو شهاب، نذكر هنا أن مهند قبض 120 ألف دولار ليكون الى جانب المغنية رولا سعد، وذكرت الصحف المصرية أن إحدى شركات السيراميك ستدفع 300 ألف دولار له مقابل إعلان لها، ومن يتأمل واجهات المحال التجارية في المناطق الشعبية يحسب أن الممثّل التركي «أيقونة» لتلك المناطق الى جانب حبيبته.

أمر محيّر بالطبع، يحتاج شرحًا أو بحثًا معمّقًا، لم لا!؟

شبيه

لم نعرف من هو شبيه «العكيد»، مع أن «لوك» هذا الممثل بات مألوفاً ويمكن للكثير من الشبان وضع الشاربين المعكوفين والكوفيّة البيضاء لتكون شهامة قبضاي الحارة بين أيديهم. ربما لأن الزمن مضجر، يحتاج الناس أي شيء لتمضية الوقت، ذلك ما تفرزه لعبة الصورة التي يدلفها التلفزيون الى البيوت، ويجعل من النجم المثل الأعلى لكل شخص، اللافت أن ميل الجمهور العربي دائماً يكون باتجاه الممثل الذكر.

قبل أن «يفرقع» المطعم البيروتي احتفالاً بشبيه «العكيد»، فوجئ سكان بلدة أردنية من قرى لواء الجيزة، جنوب العاصمة الأردنية عمان، بسماع أعيرة نارية كثيفة وزغاريد مصدرها شبان كانوا مجتمعين في سهرات رمضانية ليلية. بعد استيضاح الأمر، تبين أن مناسبة الزغاريد وإطلاق الأعيرة النارية جاءت احتفالاً بخطوبة «العكيد أبو شهاب» على شريفة ابنة أبو حاتم (الممثلة جمانا مراد).

زغاريد ومفرقعات وإطلاق نار لخطوبة العكيد في المسلسل، فكيف إذا انتصر على إسرائيل!! شيء ما يذكّرنا بمونديال كرة القدم حين ينتصر فريق على آخر، وتجتاح الرايات الشوارع والشرفات وساحات المدن وذرى عواميد الإنارة. في الحارة السورية، هناك قبضاي واحد يحمي الحارة من الشرور والجميع يصفّق له، وهو مسموع الكلمة، له سطوته وحضوره من دون عناء كبير أو هو الدولة في حارته، والمفارقة أنه حتى النساء اللواتي كُتب أنهن تعرضن للظلم في المسلسل وظهرن بمظهر اللواتي يتعرضن للإذلال والأوامر الذكورية والتوبيخ، نجدهن مرتاحات للمسلسل، يتابعن حلقاته بشغف كأنه انتصار لهن وهنّ يسمعن نساء الحارة يقلن لأزواجهن: «إنت تاج راسي» و«ضربني كيف معلمي».

ما تخفيه شخصية العكيد وشكليات «باب الحارة» لا يختلف كثيراً عن أطر التفكير في العالم العربي، لعبة «القبضاي» وطرد الغريب من الحارة، وقفلها باب خشبي كبير، والرجولة المستفحلة على النساء، تلك مواضيع جذابة للجمهور العربي الذي يحب «القبضنة» على الطريقة الشرقية. يذكرنا حضور شخصية «عكيد» بشخصية أبو عنتر(ناجي جبر) الذي كان يحمل السكين(الشبيرية) ويمارس نزواته في مسلسل «حمام الهنا» مع غوار وياسين بقوش ونهاد قلعجي وفطوم حيس بيس قبل أن ينفرط عقد الفرقة ويذهب كل ممثل الى مصالحه.

السؤال: هل يحتاج أبو شهاب الى كل تلك الضجة، الأرجح أن الفراغ السائد في العالم العربي يحتاج الى الكثير من الضجيج؟

منذ بدء شهر رمضان، افتتحت خيمة العكيد «أبو شهاب» داخل فندق الكورال بيتش في بيروت. حضر حفلة الافتتاح حشد من الوجوه الفنية، الاجتماعية والإعلامية بالإضافة إلى نجوم مسلسل «باب الحارة». هذا، وتمتلئ الخيمة كل ليلة بالأجواء المستوحاة من دمشق القديمة، فتستهل السهرات بالحكواتي ومن ثم يتوالى على الغناء عدد من النجوم الضيوف.

back to top