مي حريري: الجوائز ليست إلّا لعبة مافيات!
لم تكن حياة الفنانة اللبنانية مي حريري سهلة بل مليئة بالمشاكل والصعوبات، الا أنها تخطتها بفضل تسلّحها بالأمل. لا يهمها الحصول على جوائز تقديراً لأعمالها وتعتبر أن المافيات الفنية تتحكم بها. تؤمن بالمثل القائل «المكتوب على الجبين لازم تشوفو العين» وتثق بوالدتها فحسب. تنشغل راهناً بالتحضير لألبومها الجديد المتوقّع صدوره قريباً. عن أغنيتها الخليجية الجديدة «أسبوع» وتجربتها في الفن والحياة، تحدثت مي مع «الجريدة» في الدردشة التالية.
هل أنت راضية عن أغنيتك الخليجية الجديدة «أسبوع»؟ أثبتّ قدراتي الصوتية وإمكاناتي من خلالها، وهي تحقق نجاحاً في العالم العربي وخصوصاً في الخليج. سُعدت بالتعاون مع الشاعر علي الخوّار الذي سبق وتعاون معه كبار الفنانين، مثل محمد عبدو وحسين الجسمي ونبيل شعيل، وتشرفت بالتعامل مع الملحّن فهد الناصر. ينال «الكليب» إعجاب الناس وراضية عنه تماماً، فهو جديد في مضمونه وصوّرته في أماكن جميلة مثل وادي رم والبتراء وحمامات ماعين وغيرها... هل سنسمعك في أغنيات خليجية أخرى؟ سأنتظر بعض الوقت لأتحقق فعليّاً من نجاحي في أداء اللون الخليجي. لم يغنّ أحد اللهجة الخليجية الصرف، لكني استطعت، على ما أعتقد، إتقانها أفضل من غيري. لا بد من أن أذكر في هذا المجال أغنية الفنانة يارا الخليجية «صدفة» التي حققت انتشاراً كبيراً لأنها مميزة. هل هدفتِ من خلالها إلى تحقيق انتشار أكبر في العالم العربي؟ لدي انتشار كبير في دول الخليج العربي، لكنها ستقرّبني من الناس الذين لم أصل إليهم بعد بأغنياتي اللبنانية أو المصرية. من يلفتك من الفنانين الخليجيين؟ محمد عبدو وحسين الجسمي وعبدلله رويشد ورابح صقر ونوال الكويتية. توزّع راهناً جوائز عدة كتقدير للكليبات الناجحة، هل تطمحين الى نيل إحداها؟ ما يحصل من توزيع جوائز وغيره من الأمور ليس سوى لعبة مافيات. لا تهمني أي جائزة، وعندما أحضّر أغنية معينة لا أهتم سوى بنوعية الكلمات والألحان والتوزيع وطريقة التصوير. جائزتي الحقيقية هي نجاح أي عمل أقدّمه وانتشاره، للجمهور الكلمة الفصل في الحكم على الأعمال الفنية وليس مافيات الجوائز المزيفة. لدي تاريخ طويل في الفن وأعرف تماماً ما يحصل في كواليسه وكيف يتم تبادل المصالح المشتركة بين أطراف معينين. نجحت غالبية أعمالي بجهدي وتعبي ولم أستخدم الواسطة أبداً لدعمها. وحدها الأغنية الناجحة تصل الى المستمع ولا تحتاج إلى أي دعم، تذاع أغنيتي الجديدة كثيراً عبر الإذاعات العربية من دون أن أدفع المال لقاء ذلك. واجهتك مشاكل وصعوبات في حياتك، ما هي الخطوة التي تندمين عليها؟ أؤمن بالمثل القائل «المكتوب على الجبين لازم تشوفو العين». يتعرض الإنسان في حياته لصعوبات كثيرة ويخطو خطوات غير مدروسة أحياناً ويجازف فيها، تكون النتيجة إمّا النجاح أو الفشل. لكن الأهم هو أنني تعلمت من التجارب السيئة التي مررت بها، وأعيش راهناً حياة عاديّة مثل بقية الناس وأركّز على فنّي بالدرجة الأولى. هل ولّد لديك فشل تجاربك السابقة في الزواج عداءً تجاه الرجل؟ أبداً، أرى في الرجل الحبيب والصديق والأخ، لكن أين هم الرجال في وقتنا الراهن؟ أعتقد أنهم نادرون. تعني الرجولة الصدق وقوّة الموقف والحماية للمرأة، ومهما تطوّرنا في المجتمع الشرقي تبقى فكرة أن المرأة لا يمكن أن تكون مستقلة تماماً عن الرجل سائدة. لكن للأسف يفتقد بعض الرجال معاني الرجولة الحقيقية. أفضّل أن يكون لديّ صديق شاذ جنسيّاً على رجلٍ يدّعي الرجولة وهو بفاقدٍ لها. بعد تجاربك الطويلة في الفن والحياة، ما هي النصيحة التي تقدمينها للفنانات المبتدئات؟ أدعو كل فنانة مبتدئة ألا تذلّ نفسها للوصول الى هدف معيّن، فالغاية لا تبرر الوسيلة. الأهم هو أن تكون واثقة بنفسها وتحكّم عقلها أوّلا في خياراتها وألا تدع أحداً يغريها بأحلام غير واقعية. هل تقبلين أن يصنفك البعض ضمن فنانات الإغراء؟ الإغراء هو من صفات المرأة شرط ألا يتعدّى حدوده، تطال الأقاويل المرأة الجميلة والمشهورة أكثر من غيرها. لم أتعرض للانتقاد كثيراً ووضعني البعض ضمن قائمة الفنانات الجميلات. أشكر الله على النعم التي أعطاني إيّاها ومنها الجمال، وأحاول قدر المستطاع الحفاظ على أنوثتي وإظهار الوجه الجميل والحقيقي للمرأة العربية. هل أنت سعيدة؟ لست سعيدة ولكني مرتاحة. لا أريد الدخول في التفاصيل، لكن أتأسف من أن حكّام الحق غدوا ظالمين. فقدت الثقة بكثيرين، ووالدتي هي الوحيدة التي أشكو إليها همومي. هل ابنتك في رعايتك راهناً بعدما حاول والدها وزوجك الأسبق أسامة شعبان إبعادها عنك؟ ابنتي في رعايتي ولا أحد يجرؤ على أن يقترب نحوها. هل تشعرين أنّك قادرة على التوفيق بين حياتك المهنية والعائلية؟ لن أكذب وأقول إني أم مثالية، لأن الفن يتطلب وقتاً كبيراً منّي، لكني أحاول إعطاء ابنتي سارة القسم الأكبر من وقتي لأنها ما زالت طفلة وتحتاج إلى حضوري الدائم الى جانبها. أشكر والدتي التي تساعدني. يمر الإنسان بفترة من حياته يكره فيها أهله ومن يريدون مصلحته، لكنه في النهاية لا بدّ من أن يعود إليهم. لماذا لم تخوضي بعد مجال التمثيل أسوةً بزميلاتك؟ ليس لديّ الوقت ولأنني أركّز على الغناء. تختلف حياتي عن زميلاتي ولديّ مسؤوليات كثيرة عليّ الاضطلاع بها. هل صحيح أنك ستفتتحين محل مجوهرات بإسمك؟ نعم، سأفتتحه في الكويت وقطر. تعاونت سابقاً مع شركة مجوهرات في الكويت لكني لم أكن مرتاحة مع شركائي وانتهى التعاون بيننا وقررت أن أؤسس عملاً خاصاً بي يحمل اسمي. ما هو جديدك؟ سأطرح ألبومي الجديد في ديسمبر (كانون الأول)، من إنتاج شركة «الريف»، وسأصوّر «عمر ثاني» وهي أغنية جديدة من النوع الإيقاعي مع المخرج عادل سرحان. لماذا لست ضمن باقة فنانات «روتانا»؟ أحترم «روتانا»، لكني حصلت على عرض أفضل من شركة «الريف».