حماس ومواجهة الحقائق!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
دارت الأيام فوجدت «حماس» نفسها بالفعل في مواجهة هذه التعقيدات كلها، وإذا بها تجد نفسها محاصرة في قطاع غزة من قبل إسرائيل أولا، ومن قبل مشاكلها واختلافاتها في الداخل مع الآخر الفلسطيني، ومن قبل انعدام كل دعم ذي قيمة من قبل الدول العربية والإسلامية، ومن قبل جدلية علاقتها بـ «حزب الله» وإيران، الأمر الذي جعلها في إشكالية وورطة مع الجماعات والتيارات الإسلامية السنية العاجزة عن فهم، ناهيك عن تقبل، مثل هذه العلاقة مع الشيعة! توقعت هذا كله منذ سنوات، بل أوجدت العذر لـ «حماس» مسبقا، فقلت يومها إن نجاح «حماس» وصمودها في ظل هذا الواقع المعاكس سيكونان دليلين على الامتياز والتفوق، في حين أن تعثرها أو فشلها، سيكون مفهوما ومبررا.واليوم، حاشا لله أن آتي لأكون في موقع من يخذلون «حماس» في مثل هذا التوقيت وهذه الأحداث الدامية، ولكنني أجده من باب الصدق مع النفس وعدم المكابرة القول إن هناك أسئلة لازمة، وموقفاً يجب أن تواجهه «حماس» بكل موضوعية وتجرد بعيدا عن كل الانفعالات والعواطف. أسئلة على شاكلة هل لاتزال تعتقد بأنها قادرة في ظل كل هذه التعقيدات ومع كل هذا التخاذل العربي والإسلامي أن تستمر في موقعها السياسي؟ وهل يمكن لها إن هي أرادت أن تبقى فيه أن تظل متمسكة بخيار المقاومة المسلحة وعدم الاعتراف بإسرائيل مع ضآلة أو لنقل انعدام الدعم؟!ليس هناك من هو أقدر من «حماس» على الإجابة عن هذه الأسئلة، وأعتقد بأن عليهم مسؤولية سياسية وتاريخية وقبل ذلك شرعية أن يجيبوا عنها.