السيد المحترم/ باراك أوباما

Ad

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

تحية طيبة ممزوجة بالتقدير،

أكتب إليكم رسالتي هذه لأهنئكم بوصولكم إلى البيت الأبيض، تماما مثل ملايين البشر الذين بادلوكم الفرح بعد إعلان فوزكم في الانتخابات الرئاسية الذي جدد ملامح العالم، وأكد لنا بأن هناك متسعا للأمل لايزال بيننا، متى ما اقترن بالرغبة في التغيير.

كمواطن كويتي، بدأت علاقتي ببلادكم من خلال ما تابعته عبر الإعلام المرئي، فعرفت أن هناك بلادا يتساوى فيها الجميع تحت مظلة القانون، ويحصل فيها الكل على فرص متساوية، ولا ينظر فيها إلى أي كان، وفقا لجنسه أو عرقه أو دينه أو جنسيته، لأنها ببساطة تتسع للجميع.

السيد الرئيس،

عندما غُزيت بلادي من قبل المحتل العراقي، زاد تقديري لبلادكم، وسأبقى ممتنا لها ولجميع الذين ساهموا في تحريرنا من براثن الغازي المعتدي، ووجدت نفسي ملتزما وفقا لمنطلقات وطنية وإنسانية أن أبدي ألمي تجاه العدوان الذي تعرضت إليه بلادكم صبيحة الحادي عشر من سبتمبر، وكذلك تعاونت ورافقت صحافيين أميركيين خلال حرب تحرير العراق، فقط لأرد الدَين الذي حملتموني إياه، أنت ومواطني بلادكم الجميلة.

ولا أخفيكم سرا حينما أقول إنني زرت الولايات المتحدة الأميركية أكثر من أربع مرات، آخرها قبل عام، التقيت فيها بأصدقاء وزملاء مهنة، كما كنت ضمن وفد رسمي حكومي، وتشرفت بحضور مراسم تقديم الدكتوراه الفخرية لسمو الشيخ صباح الأحمد حينما كان رئيسا لمجلس الوزراء من قبل جامعة جورج واشنطن، وتمنيت أن أكمل دراستي العليا في واحدة من مؤسسات بلادكم الأكاديمية العريقة.

السيد الرئيس،

بعد كل هذا، يؤسفني أن أبلغكم بأن طلبي لتجديد «الفيزا» الذي قدمته لسفارة بلادكم في الكويت، بعد انتهاء «فيزتي» القديمة، لايزال معلقا دون بت منذ أغسطس 2008، كما يؤلمني أن أبلغكم بأن موظف القسم القنصلي سألني إن كنت سُنيّاً أو شيعياً، وهو السؤال الذي لم أتخيل يوما ما أن أجيبه في حياتي، كوني لطالما أعرّف نفسي بأنني مواطن كويتي، غير قابل للتصنيف سوى بانتمائي لهذا الوطن، ناهيك عن كم الانزعاج الذي سببته لي إحدى موظفات سفارتكم، حينما اتصلت بي مؤكدة، في أكتوبر الماضي، حصولي على «الفيزا»، لأفاجأ بعدها بأن خطأً ما حدث، وأن طلبي لايزال حتى الآن مقيدا على قائمة الانتظار، كما لم أستلم حتى الآن أي اعتذار رسمي تجاه هذا الخطأ، أو أي معلومة على أي قرار في طلبي.

إن المزعج في حالتي، إضافة إلى طول فترة انتظاري التي تعدت 4 ساعات، ليس لأن طلبي لم يحظ بالموافقة الرسمية بعد مرور أكثر من ستة شهور على تقديمه، بل لأنني دعيت أيضا بصفة رسمية للمشاركة في برنامج تبادل صحافي تشرف عليه مؤسسة صحافية أميركية مرموقة، في أكتوبر الماضي، وكان مقررا ضمن البرنامج تغطية الانتخابات الرئاسية، ولكم تخيل حجم الحسرة التي تابعت بها إعلان فوزكم، في الكويت، بينما كان يفترض بي التواجد وسط ألوف المحتفلين بهذا الحدث التاريخي، في الساحة التي ألقيتم بها خطابكم بعد الفوز في مدينة شيكاغو، إضافة إلى ضياع الفرصة عليّ للمشاركة في برنامج أكاديمي وعملي مرموق على المستوى المهني، كوني لم أحصل على الموافقة على طلبيّ «الفيزا» اللذين قدمتهما، الأول بصفة شخصية، والثاني تلبية للدعوة الرسمية، حتى الآن.

السيد الرئيس،

أختم رسالتي بتهنئتكم مجددا على فوزكم التاريخي في الانتخابات الرئاسية، وأؤكد لكم بأن ما حدث لي، ربما تعرض له الألوف من الكويتيين، إلا أنهم لا يملكون جميعا القدرة على إيصاله إليكم عبر الإعلام، لكنهم مع ذلك لايزالون يأملون، وأنا واحد منهم، أن تبقى الولايات المتحدة الأميركية بقيادتكم، بلادا آمنة، تتجسد فيها قيم التسامح واحترام الإنسان والمساواة بين الكل على مستوى العالم.

وفقكم الله، وجعل عالمنا أكثر أمنا وجمالا وأملا.

مع خالص التحية،،،