غضب المجلس... وزعل الحكومة!
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
من حق أي مواطن أن يبدي رأيه ما دام لا يتعدى على الآخرين أو يمس حقوقهم، وهو حق كفله الدستور للجميع، وعلى السادة النواب أن يلتزموا به وألا يحجروا على آراء الناس، حتى إن كانت هذه الآراء لا توافق هواهم ولا تعجبهم، فمن حقهم الرد عليها ومقارعة الحجة بالحجة، أما تكميم الأفواه و«زنط» الحريات، فلا يجب أن يكون نواب الأمة من الداعين إليه، لأن مهمتهم الأساسية هي الدفاع عن حرية القول والتعبير والاعتقاد، لا القضاء عليها.***يبدو أن حكومتنا «طفارتها» كلمة «زيادة رواتب» و«إسقاط قروض» ليش؟! ما أدري!، كل ما أعرفه، أنه ما إن ينطق أحد النواب بإحدى هاتين الكلمتين حتى «تزعل منه عالآخر، وتآخذ على خاطرها» من المجلس بأكمله، وتفكر جدياً في الانسحاب من الجلسة حين يكون محور الحديث عن هاتين الكلمتين، فهما جالبتان للتأزيم، «ما صار تأزيم»، كرهت الكلمة من كثر ما كتبتها وقرأتها وسمعتها، لقد استقرت في «نخاشيش نفوخي» من كثرة ترديدها!. ومع أن الحكومة الرشيدة تغدق بكرمها الحاتمي مئات الملايين على «عوير وزوير» في الخارج وهي سعيدة «وحدها مستانسه»، فإنها مازالت مصرة على استمرار الجفوة بينها وبين المواطن محدود الدخل، ومستمرة في تجاهل مطالبه واحتياجاته، وغير قادرة على تفهم معاناته المعيشية اليومية، فزيادة الرواتب اليوم، لم تعد كما كانت من قبل، دغدغة للمشاعر أو تكسبا انتخابياً، بل أصبحت ضرورة ملحة فرضتها الظروف، في ظل غلاء الأسعار المتزايد يوماً بعد يوم، وضعف الرقابة والمتابعة الحكومية، للحد من جشع بعض التجار الذين ينطبق عليهم المثل القائل «قالوا لفرعون مين فرعنك قال ما لقيتش حد يردني».المواطنون الذين اعتادوا على كرم ودلال الحكومة لهم حتى في أقسى الظروف «الغزو مثلاً»، يجدون هذه الأيام صعوبة في تقبل هذا «البخل» الحكومي، في ظل ما تشهده الدولة من وفرة مالية، واليوم، الفرصة متاحة لأعضاء الحكومة أن يصبحوا أبطالاً قوميين- «إذا لهم خاطر»- إن هم وافقوا على زيادة الرواتب وإسقاط القروض أو جدولتها، وإن قدموا خطة عمل حقيقية تحسن من الخدمات والبنى التحتية للبلد، فحينها سيسحبون البساط من تحت مجلس الأمة ويكتسبون شعبية جارفة، أما بقاء الوضع على ما هو عليه فلن يزيد المواطنين إلا الهم والغم والضغط والسكري.***أكثر ما يزعجني حين أتابع جلسات مجلس الأمة، أن يأتي دور أحد النواب ليتحدث، وينفعل، ويخرج الكلمات من قلب محترق، فإذا به يفاجأ بأن الجميع بلا استثناء «لابسينه» وأنهم لا يدرون عن «هوى داره»، بدءاً من رئيس مجلس الأمة المعني بالخطاب، مروراً بأعضاء الحكومة ورئيسها، وهم من المفترض أن يكونوا الأكثر اهتماماً وتركيزاً لما يذكره النائب من ملاحظات تخص الأداء الحكومي، وانتهاءً بالسادة النواب، الذين يتجمع كل ثلاثة منهم بزاوية «وهات يا ضحك وغشمره»!.أمر مؤسف نرجو ألا يتكرر في الجلسات القادمة، احتراماً، على الأقل، للناخبين الذين انتخبوه ليتحدث نيابة عنهم.