الصقر خارج المجلس... ربما هذا أفضل!
قرأت معظم ردود الفعل التي جاءت عقب إعلان النائب السابق محمد الصقر- الذي أفضِّل أن أصفه بالصحافي اللامع- حول قراره بعدم الترشح لعضوية مجلس الأمة، وإن كان ما سطره في البيان المحزن أفقدنا فسحة الأمل في بعض أجزائه.وقد أبدى جُل مَن كتب تجاه هذه الخطوة أسفه وحزنه على مجلس يخلو من أشخاص بأهمية محمد الصقر، وفي ظني ومع يقيني في صدق مشاعر الجميع تجاه هذا الرجل فإنني شعرت بشيء من السعادة لقراره لأسباب عديدة:
أولها، أن معظمنا لا يرى مكانا لممارسة النشاط العام إلا من خلال مجلس الأمة، وهذا خطأٌ كبيرٌ ندفع ثمنه جميعاً على المستوى الاجتماعي الحركي. وثانياً، أن جهود ونشاطات هذا الرجل وعلاقاته على مر أكثر من عقدين من الزمن تعطي لمتابعيه يقيناً بأن مجالات أخرى تنقصنا يمكن أن يملأها بسهولة في بيئة العمل العام في الكويت، وعلى رأسها بناء مؤسسة إعلامية مهنية تعمل على تدريب الشباب أصول العمل الصحافي، أو في مجال تأسيس مركز للبحوث والدراسات الاستراتيجية تساهم في ترشيد القرار الحكومي والبرلماني، وهو في هذا المجال يملك من القدرة والعلاقات ما يجعله يبدع في تأسيس مثل هذه المؤسسات التي تفتقدها الساحة الكويتية. الخلاصة أن أمام محمد الصقر، وهو صاحب الشخصية المثابرة والقلقة بشكلها الإيجابي، الكثير من المجالات التي تنقص الساحة المحلية، وأتمنى ألا يكون مجلس الأمة- وهو مؤسسة مهمة من دون شك- المحرك الأساسي لعملنا في الشأن العام، إذ لا يمكن أن نختزل حياتنا بتفاصيلها فيه. ربما سيعمل محبو محمد الصقر على ثنيه عن قراره مستقبلاً، وسيكون الرجل من دون شك تحت ضغوط الغيورين عليه، لكن ميادين العمل العام التي يستطيع الإبداع فيها كثيرة، والخروج من عباءة العمل البرلماني ليست نهاية العالم، ولنتخذ من الناشطين في المجتمعات المتحضرة دروساً في معاني العمل العام بأوسع أبوابه.وتحياتنا لأبي عبدالله على قراره الشجاع. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء