تحول اللقاء الذي جمع عضو المجلس البلدي ماجد موسى بالنائب السابق صالح الملا على قناة «العدالة» يوم الجمعة الماضي إلى حلقة من حلقات برنامج «الاتجاه المعاكس»، حيث تبادل الاثنان بكل روح رياضية جميلة، الاتهامات بالتجاوز على أملاك الدولة، واستغلال النفوذ، وبث العنصرية، والتفرقة بين أبناء الشعب الكويتي!

Ad

والموضوع كان عن لجنة الإزالة التي يقودها الفريق المتقاعد محمد البدر، الذي تحمل في سبيل أداء مهمته الكثير من الأذى والإساءة والتشكيك بذمته، لكنه لايزال صامدا كالجبال التي لا تهزها الريح، ولا أدري حتى متى سيبقى كذلك، وإن كنت أتمنى أن يستمر في عمله الرائع الذي أرى أثره يوميا حين أقود سيارتي في الشوارع الداخلية بكل راحة ويسر بعد اختفاء تلك «الأدغال» والأسوار والغرف الخارجية التي تعيق الرؤية وتتسبب بحوادث مرورية ينتج عنها موت أو إصابة الكثير من الضحايا الأبرياء، بسبب جهل وأنانية البعض ممن ماتت فيهم روح المسؤولية وتبلد إحساسهم بالغير!

بالطبع، عمل هذه اللجنة ليس كاملا أو مثاليا مئة في المئه، ولا يخلو من بعض الأخطاء والعيوب أو حتى التجاوزات ، فكل شيء ممكن وجائز، لكن ما قامت به حتى الآن من جهد تشكر عليه، ويستحق التقدير من كل منصف غير معتاد على الفوضى والتسيب!

الأخ ماجد موسى لم يكن موفقا منذ بداية اللقاء حتى نهايته، لم نفهم ما هي مطالبه وما الذي يريده، هل يريد استمرار لجنة الإزالة ومعالجة سلبياتها فقط، أم يريد إلغاءها والعودة إلى الوضع السابق قبل إنشائها، وضع «اللخبطة» و«المخامط» على أراضي الدولة؟! وهل مطلبه العدالة وتطبيق القانون على الجميع أم هدفه إقصاء محمد البدر ووضع بديل عنه؟! لا أحد يعلم! أما صالح الملا فقد بدأ بداية جميلة نالت إعجابنا جميعا، حيث شدد على ضرورة تطبيق القانون وبشكل تام على الصغير والكبير وعدم التهاون مع أي مخالفة، وانتقد موسى لتشجيعه التعديات والدفاع عن المتجاوزين، وذكره بأن دوره كنائب في المجلس البلدي يحتم عليه الدفاع عن القانون لا عن مخالفيه!

كلام جميل جدا، لكنه لم يستمر طويلا للأسف، فما إن أخرج ماجد موسى صورة توضح مخالفة الديوان المملوك لعائلة الملا وهي عبارة عن الاستيلاء على الأرض المحيطة بالديوان وجعلها مواقف خاصة، حتى تغيرت ملامح الملا وبدا عليه الحرج والارتباك وتلخبط تماما، ثم اتخذ وضعا دفاعيا هجوميا في نفس الوقت، عبر تقديمه مبررات وأعذاراً غير مقنعة بالمرة، أبرزها التعلل بزيارة صاحب السمو الأمير حفظه الله للديوان، وهو أمر يتطلب احتياطا أمنيا بالطبع، لكنه لا يستدعي الاستيلاء على الأرض طوال الوقت، لأنه بالإمكان وضع حواجز متنقلة لتسوير المكان بشكل مؤقت قبل تشريف سموه بالزيارة ثم إزالتها بعد مغادرته؟!

أما المبرر الثاني «المغازلجية» كما فهمت، فكان واهيا وحله هو الاتصال بالجهات الأمنية لعمل اللازم! خيبتي في صالح كانت كبيرة لأنه في نظري ونظر الكثيرين من أفضل النواب أداء ووضوحا في المجلس السابق، ولأنه من جيل الشباب الذين نرى فيهم مستقبل الكويت المشرق!

تمنيت من صالح- وقد وضع في موقف محرج- أن يقر بوجود المخالفة ويعتذرعنها، ويعد بإيجاد حل لها، سواء بالحصول على قرار رسمي بالاستثناء لظروف زيارة صاحب السمو، أو باستخدام الأسوار المؤقتة التي ذكرتها قبل قليل، أما أن يكابر ويحاول إيجاد أعذار وتبريرات غير مقنعة ويتكلم بلغة فوقية فيها رائحة التكبر، وكأنه يريد القول «ديواننا غير دواوينكم» فهذا ما لم أستسغه منه أبدا!

مشكلتنا، وليست مشكلة صالح وحده، أننا نعاني الفصام في كل شيء، فنحن مع تطبيق القانون وبشدة حين يتعلق الأمر بالآخرين، لكن ما إن يتعلق الأمر بنا حتى ننقلب 180 درجة، ونحاول أن نجد لأنفسنا الأعذار والتبريرات والاستثناءات وأننا مختلفون عن باقي البشر، وفصامنا هذا يشمل الحديث عن المال العام ومحاربة الفساد والالتزام بالضوابط الشرعية، كالنائب السابق الذي يبحث عن الفتوى الشرعية في ما يخص فقراء قومه، أما حين يتعلق الأمر بمصالحه، فلا تخطر الفتوى على باله أبدا! لأننا نحبك يا صالح، ولأننا نرى فيك أملا لغد أفضل، نرجوك أن تكون صريحا كما عهدناك دوما، حتى إن كان في صراحتك ضرر لك، ونرجوك أيضا، ألا تخيب الظن فيك مرة أخرى!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء