تقدّم الإعلامية شانتال سرور برنامج fame على شاشة الـ ART تستضيف خلاله شخصيات حققت النجومية في مجالات الحياة كافة. تعتبر أن الإعلامي الناجح هو الذي لا يتفلسف ويتعامل مع الضيف باحترام. تعترف أنها امرأة عصبية لكنها تستمتع أثناء وقوفها أمام الكاميرا. مشكلتها مع الرجل جوهرية على الرغم من أنها تعيش حياة عائلية سعيدة.
عن تجربتها الإعلامية والحياتية ونظرتها إلى المستقبل كانت معها الدردشة التالية. بماذا يختلف fame عن البرامج التي قدمتها سابقاً وماذا أضاف إليك؟ بدأت هذا النوع في برنامج «سهارى» الذي عرض على شاشة الـ ART أيضاً لكنه كان ترفيهيا ولا يتطلب تحضيراً كبيراً. ثم قدّمت «لقاء خاص» استقبلت فيه فنانين عرب كبار مثل عادل إمام وكاظم الساهر ووديع الصافي وشيرين وصابر الرباعي... تنوعت البرامج التي قدمتها من المعلومات العامة إلى الفنية وصولا إلى الحوارية. أعتبر أن fame شكل نقلة نوعيّة لي لأني حققت عبره جزءاً صغيراً من أحلامي. ليس من السهل خوض مجال البرامج الحوارية لأنها تتطلب خبرة طويلة وتحضيراً لتكون النتيجة على قدر من الأهمية. لا يجب أن نطلق لقب إعلامي على كل من حاز شهادة في الإعلام، فالإعلامي هو نبع من المعرفة والثقافة يكتسبهما من خلال خبرته وعمله. وظفت خبرتي في البرنامج من دون أن أتفلسف، أسعى إلى التميز وأرفض أن يقال إني أقلّد أحداً، لذلك اجتهد في إبراز الشخصية الحقيقية لضيفي بطريقة سهلة قريبة من الناس. ما هي الصعوبات التي تواجهينها؟ تتفاوت معالم شخصية الضيف في معظم الأحيان عن معالم شخصيتي لذلك، عليّ أن أعدّل نفسي حسب شخصيته لأصل إلى ما أريد. ثم إن نجوم كثر لا يتقنون فن الحوار، فأوظف كل إمكاناتي لأعطي صورة موفقة وجديدة عن الضيف، من دون أن أتذاكى عليه بالطبع، يعني نجاحه نجاحي ونجاح الحلقة. ما الذي يزعجك لدى بعض الإعلاميين؟ (تضحك) التفلسف. يميّز الناس تماماً بين الإعلامي الواثق بنفسه وبين الذي يعمد في حواره إلى تصفية حسابات مع ضيفه لإثارة البلبلة. أتعجب من الذين يستضيفون نجماً معيناً لتحطيمه أو لإثبات أنهم يتفوقون عليه شهرة ونجومية، هؤلاء يعانون من عقدة نفسية، في وقت ألاحظ أن أهم الإعلاميات مثل بربرا والترز وأوبرا وينفري وغيرهما... يمازحن الضيف بطريقة جميلة تجعله يبوح لهن بأسراره وأخباره من دون وقاحة وإبتذال. لا بدّ لمن يحضّر جيّدا ملف النجم من أن يخرج بحلقة مميزة وناجحة بعيدة عن الثرثرات والفضائح. هل تضعين خطاً أحمر لنفسك؟ نعم أسمّيه خط الأدب وليس الخط الأحمر. أضع في حسابي مقولة أن ما أرضاه لنفسي أرضاه بالتالي لغيري وأمشي على أساسها. لا أقصد بكلامي أني لا أسعى إلى تحقيق scoop، على العكس أحرص على ذلك من خلال احترام الضيف والتعامل معه بشفافية. قال لي صحافي مهم مرة: «لديك صفعات من حرير». الأولوية عندي أن يكون مستوى عملي راق من ناحيتي الإعداد والتنفيذ وأن يعلو الحوار إلى مرتبة معينة بعيداً عن الثرثرة والتفلسف والتكلّف. استضفت الملحّن سمير صفير المعروف بجرأته وقال لي بعد انتهاء الحلقة: «للمرة الاولى أتحدث بكل هدوء في إطلالاتي التلفزيونية}. هل واجهت صعوبة باستضافة النجوم المحسوبين على محطات أخرى كـ{روتانا» مثلا؟ نعم. اعتذر البعض وخصوصاً الخليجيون كونهم محسوبين على «روتانا». إجمالا لا أواجه المشاكل على هذا الصعيد. من هو الضيف الذي تحبين استضافته؟ عادل إمام مجدداً وعمر الشريف. لا أنسى فرحتي عندما قابلت عادل إمام للمرة الأولى. أعشق هذا الإنسان ويسحرني بطريقة حواره. ما السؤال الأول الذي توجهينه إليه؟ ليس هناك من سؤال محدد ولكن لدي الفضول لمعرفة إلى أين يريد الوصول بعدما تربع على قمة التمثيل في العالم العربي. عادل إمام ظاهرة لا تشبه أحداً. ما هي الحلقات التي تعتبرينها مميزة ولماذا تعبرين دائما عن إعجابك بالحلقة التي استضفت فيها مارسيل غانم؟ ببساطة لأنه ملك الحوار ويعرف تماماً كيف يكون ضيفاً مميزا، كان بإمكاني أن اتحدث معه 10 ساعات من دون ملل. أحب حلقة الملحن سمير صفير أيضاً لأنه أظهر شخصية أخرى للناس، كذلك استمتعت باستضافة كارمن لبس، إضافة إلى الحلقة الإستثنائية التي حاورت فيها نور الشريف وهو مدرسة في التمثيل والحياة، اكتسبت حكماً حياتية جديدة من حديثه. كذلك لفتتني الممثلة نور لأنها تجمع العفوية والجمال والذكاء. إلى أي مدى تتجاهل الفتاة الجميلة في عالمنا العربي الذكاء والثقافة؟ إلى حد بعيد. تكتفي فتيات كثيرات بجمالهن ويهملن العلم والثقافة فيقعن في مزيد من الجهل والغباء. مؤسف ما يحصل راهناً لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، جميل أن نرى المرأة العربية تتمتع بالجمال والثقافة والأناقة في آن. تملكين شخصية عصبية، كيف تحافظين على هدوئك أمام الكاميرا؟ (تضحك) أعيش لحظات جميلة أثناء التصوير ويكون مزاجي في أحسن حالاته. أتابع حياة الضيف بتفاصيلها ولا أتوتر في حال حدوث خلل ما. يعتقد الإعلامي أحيانا أنه يحرج ضيفه من خلال سؤال معين لكنه لا يعي أنه يحرج نفسه أيضاً. ما هي البرامج التي تتابعينها؟ «كلام الناس» لمارسيل غانم، كذلك أتابع الإعلامي نيشان وأراه مميزاً ويمتلك خطاً خاصاً به. أميل إلى متابعة البرامج الحوارية الغربية لأني أراها أقرب إلى الحقيقة والعفوية من العربية. هل من الممكن أن نراك مجدداً في برامج الألعاب والمنوعات؟ ليس من السهل تقديم برامج الألعاب ولا اعتقد أن أحداً استطاع تحقيق النجاح الذي حاز عليه الإعلامي جورج قرداحي في «من سيربح المليون». قال لي أحد الإعلاميين يوماً أن الرجل الشرقي لا يتقبل أن تقولي له «خسرت فغادر اللعبة». استفزني هذا الكلام كإمرأة لكني أريد التركيز راهنا على البرامج الحوارية. يعني كلامك أن لديك مشكلة مع الرجل الشرقي؟ نعم. يزعجني كثيرا عندما يقول للمرأة «أنا أعطيك حريتك» وهل يمتلك الرجل أصلا حرية المرأة ليعطيها إيّاها؟ هل تشعرين، بعد مضي فترة طويلة على زواجك، أن زوجك هو الشخص المناسب لك؟ كنت صغيرة في السن حين تزوجت وشعرت حينها أنه الرجل المناسب لي. مع الوقت اكتشفت أشياء كنت أجهلها، لكني أوجدت المناخ المناسب لحياة زوجية سعيدة وهذا هو الأهم. هل ترين أن الزواج مؤسسة ناجحة أم فاشلة؟ لا أعرف لكنها إجبارية. زوجي هو الشخص الذي أعود إليه في فرحي وحزني وأشكر الله على أني إنسانة سعيدة. أحب الحرية وأعيش لنفسي وليس لأيّ شخص آخر. ما هي هواياتك؟ الرياضة، أراها علاجا نفسياً بإمتياز، وقراءة الكتب التي تروي وقائع حقيقية وتجارب إنسانية. أين انت من التمثيل؟ أحبّ التمثيل لكن لم يعرض عليّ الدور المناسب بعد. من هي الشخصية التي تحبين تجسيدها؟ داليدا لأن حياتها مليئة بالأحداث والتناقضات. أمنيتك؟ أنا ابنة الـLBC لكني تربيت في الـART وأطلب من إدارة هذه الأخيرة أن تقدّم دائما الفرص لنبرز إمكاناتنا وطاقاتنا. ما هو رأيك بـ : نيشان: ظاهرة. حليمة بولند: لا أتابعها. طوني خليفة: شخصية خاصة. رزان المغربي: مهضومة وتحبها الكاميرا. محمود سعد: أستاذ مهم في الإعلام. عمرو أديب: إنفعالي.
توابل - مزاج
شانتال سرور: أسعى إلى التميز وأرفض التفلسف!
02-11-2008