ويستمر مسلسل افتعال الأزمات من قبل نواب التيار الديني بدءاً من التطاول على سلطات سمو الأمير، ومروراً بافتعال قضية حجاب الوزيرتين وتحويلها إلى اللجنة التشريعية لإضاعة وقتها، والآن تصعيد مفتعل حول حفل المستشفى. لم تكد تنتهي الانتخابات التي تبرأ فيها الجميع، ومن ضمنهم مرشحو التيار الديني، من التأزيم، وها نحن دخلنا في ثلاث أزمات مفتعلة في أقل من ثلاثة أسابيع.

Ad

ويستمر مسلسل تعديهم على الحريات الشخصية، فليس أسوأ من طغيان سلطة على أخرى سوى طغيانها على خصوصية الناس وفرض وصايتها عليهم. ما حصل هو حفل خاص، أقيم بمكان خاص، نظمه مستشفى خاص، بأموال ملاكه الخاصة، بدعوة خاصة لموظفي المستشفى فقط، فما دخل الحكومة والمجلس فيه؟ كل ما في الأمر أن هناك صحافياً انتهز الفرصة لنشر الصور منتهكاً خصوصية الحفل وأعراض المدعوين.

واضح أن التيار الديني بعيد عن مشاكل الناس كالبطالة والغلاء والإسكان والصحة والتعليم، ويتعايش على افتعال الأزمات وإشغال البلد بتوافه الأمور. كما أثبت انتهازيته في التكسب السياسي وإن كان على حساب خصوصيات الناس وأعراضهم وعلى حساب المبادئ الدستورية وحدود السلطات، فما حصل فرصة لمحاصرة وزير الصحة الجديد في زاوية الحرج مبكراً حتى يتم ابتزازه لاحقاً لتحقيق مآربهم المعروفة كإقصاء وكيل الوزارة وفتح باب الواسطات للعلاج في الخارج.

هناك مَن يستخدم البيان الذي نشرته إدارة المستشفى كحجة، والواقع هو أن البيان له أسبابه المنطقية؛ أولها، أنه حركة علاقات عامة لتحسين الصورة. وثانيها، لحماية المستشفى من بطش الحكومة نتيجة لخضوعها المعهود لنواب التيار الديني. وسواء باركت الإدارة الحفل أم حققت فيه أم حاسبت منظميه، يبقى حفلاً خاصاً وبأموال ملاك مستشفاها وهي حرة فيما تفعل، ما يهم في الموضوع هو تعدي السلطات على حريات الناس وافتعال الأزمات.

أخيراً، تحية للنائب محمد العبدالجادر لعدم تحرجه من التصدي لمحاولات التدخل بخصوصيات الناس، والأمل بزملائه نواب التيار المدني محمد الصقر وعلي الراشد وصالح الملا باتباع النهج نفسه الذي بدأوه بدفاعهم عن خصوصيات الوزيرتين وتصديهم لوصاية ما يسمى بلجنة الظواهر الدخيلة. كما أن تصريح وزير الصحة علي البراك بأن لا سلطة للوزارة على الحفل بادرة إيجابية أتمنى أن تلتزم بها الحكومة.

Dessert

ماذا لو أقامت أسرة حفل زفاف خاص بأموالها الخاصة في أحد الفنادق، وليجر في الحفل ما يجري، فتسلل صحافي غير محترم إلى الحفل وصوره وقام بنشر الصور؟ كيف يختلف المثال عن حفل المستشفى؟